أكثر من 11 ألف أسرة سعودية تحتضن الأيتام

تجاوز عدد الأسر المحتضِنة للأيتام في مختلف مناطق السعودية أكثر من 11 ألف أسرة، وفقاً لما ذكرته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
وتُعد جمعية الوداد لرعاية الأيتام الجهة الوحيدة المخوّلة من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بتنفيذ برنامج احتضان الأطفال الأيتام مجهولي الأبوين لدى الأسر السعودية المؤهلة.
“أجمل شعور”.. احتفاء بالعطاء والرحمة
وبهذه المناسبة، أطلقت جمعية الوداد حملتها الإنسانية “أجمل شعور” التي تبرز مشاعر الحب والعطاء تجاه الأيتام، وتسليط الضوء على الأثر الإنساني والاجتماعي العميق لثقافة الاحتضان في المجتمع السعودي.
وتتضمن الحملة مشاركة قصص واقعية لأسر محتضنة تجسّد مفهوم الاحتضان كأسلوب حياة، وتُظهر كيف يمكن لاحتضان طفل يتيم أن يملأ البيوت دفئًا وسعادة ويعزز قيم التراحم والتكافل في المجتمع.
النعمي: الاحتضان شعور متبادل بالحب والانتماء
وقال الدكتور ضيف الله بن أحمد النعمي، الرئيس التنفيذي لجمعية الوداد، إن حملة “أجمل شعور” تأتي امتدادًا لجهود الجمعية في نشر الوعي بثقافة الاحتضان وتعزيز القبول المجتمعي للأطفال مجهولي الأبوين.
وأوضح أن الاحتضان ليس مجرد فعل عطاء، بل هو شعور متبادل بالحب والانتماء بين الطفل والأسرة، مشيرًا إلى أن الجمعية تعمل على تأهيل الأسر المحتضنة وتدريبها على أساليب الرعاية المثلى لضمان اندماج صحي ومتوازن للأطفال داخل أسرهم الجديدة.
قوائم انتظار لتسريع الدمج الأسري
وكشف النعمي أن الجمعية بدأت مؤخرًا إعداد قوائم انتظار للأسر المؤهلة بشكل مبكر، بهدف تسريع دمج الأطفال الأيتام في بيئات أسرية مستقرة وآمنة.
وبينَّ أن الجمعية ترعى حالياً أكثر من 1200 طفل يتيم مجهول الأبوين، تم إسنادهم إلى أسر سعودية مؤهلة وفق شرط الرضاعة الطبيعية لضمان المحرمية الشرعية والروابط الأسرية الآمنة.
وأكد أن الجمعية تطبق شعارها الإنساني: “من حق كل طفل يتيم أسرة تحتضنه”، حيث يحصل كل طفل على رعاية مؤقتة شاملة تشمل التغذية والإيواء والرعاية الصحية والنفسية، إلى حين استكمال إجراءات احتضانه رسميًا لدى الأسرة المناسبة.
بيئة أسرية آمنة وشروط دقيقة للاحتضان
وتشترط الأنظمة أن يكون الزوجان سعوديين، وأن يتراوح عمر الأم المحتضِنة بين 25 و50 عامًا، وأن تكون الأسرة خالية من الأمراض المعدية وذات سيرة حسنة، وألا يزيد عدد الأطفال دون سن السادسة في المنزل عن ثلاثة.
كما يُعد تحقيق شرط المحرمية عبر الرضاعة الطبيعية ركيزة أساسية لضمان التوافق الشرعي والاجتماعي بين الطفل والأسرة المحتضنة.
وتؤكد الدراسات أن البيئة الأسرية المستقرة هي الأنسب لنمو الطفل نفسيًا واجتماعيًا، إذ تمنحه الدفء العاطفي والشعور بالانتماء، وهي مقومات يصعب توفيرها في مؤسسات الرعاية التقليدية.
ويهدف برنامج الاحتضان في المملكة إلى أن ينشأ الطفل اليتيم في بيئة طبيعية تحتضنه منذ سنواته الأولى، ليعيش حياة متكاملة مليئة بالأمان والمحبة.