“أولد بيلي” الحصان المميز في انجلترا

“أولد بيلي” الحصان المميز في انجلترا… في منتصف القرن الثامن عشر، وتحديدًا في عام 1760، ولد حصان لم يختلف في مظهره أو طبيعته عن سائر خيول إنجلترا. لكن الأيام كانت تخبئ له مصيرًا استثنائيًا سيجعله من أغرب الحيوانات في تاريخ بريطانيا.
منذ صغره، عمل “أولد بيلي” على ضفاف القنوات المائية، يجرّ القوارب الثقيلة لمسافات طويلة. كان هذا العمل شاقًا، ويتطلب صبرًا وقوة بدنية هائلة، ولكنه ظل يؤديه دون تردد، حتى أصبح مشهدًا مألوفًا للجميع: حصان رمادي قوي، يسير بخطوات ثابتة كل يوم، وكأنه قد عاهد الزمن على ألا يسقط أمامه.
بينما تعيش الخيول عادة ما بين 25 إلى 30 عامًا فقط، ونادرًا ما يبلغ أحدها الأربعين عامًا، حطّم “أولد بيلي” كل هذه القواعد. فقد استمر حيًا حتى وصل عمره إلى 62 عامًا؛ وهو عمر يتجاوز الضعف مقارنة بمتوسط عمر الخيول.

ولكي ندرك حجم هذا الرقم، يمكن تحويله إلى العمر البشري المكافئ: فلو كان “أولد بيلي” إنسانًا، لكان عمره قد تجاوز 120 عامًا، أي في مصاف المعمّرين الذين تُكتب عنهم الدراسات.
عندما توفي عام 1822، لم يُعامل كأي حصان عادي. بل تم الاحتفاظ بجمـ**جمته في متحف التاريخ الطبيعي بمانشستر كقطعة أثرية نادرة، كما تم تخليده في لوحة بورتريه لا تزال تُعرض حتى اليوم في متحف وورينغتون، وذلك تقديرًا لرحلته الطويلة وقدرته المذهلة على تحدي متوسط عمر نوعه.
إن قصة “أولد بيلي” لا تتعلق بمجرد عمر طويل أو تحدٍ بيولوجي، بل هي شاهد على قدرة الخالق الذي يهب الحياة ويقضيها، ويُجري نواميس الكون ويخلق الاستثناء منها متى شاء. حصان بسيط، عاش يعمل بصبر، فنال من العناية الإلهية ما لم ينله غيره، ليصبح آيةً تُذكرنا بعظمة مَن بيده ملكوت كل شيء.