استعدادات لبنانية مكثّفة لزيارة البابا وسط ضغوط دبلوماسية لتأجيلها

استعدادات لبنانية مكثّفة لزيارة البابا وسط ضغوط دبلوماسية لتأجيلها… شارفت التحضيرات الوطنية والتقنية لزيارة البابا فرنسيس الرابع عشر إلى لبنان على نهايتها، حيث باتت اللمسات الأخيرة قيد الإنجاز استعداداً للأيام البابوية من 30 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول المقبل.
ووفق ما كتبت منال شعيا في “النهار”، تشرف السيدة الأولى نعمت عون على مجمل التحضيرات الخاصة بالزيارة عبر اللجنة الوطنية التي تترأسها، منسقة بشكل متواصل مع اللجنة الكنسية برئاسة راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، المنسق الكنسي للزيارة ورئيس الهيئة التنفيذية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان.
المحطة الأولى للبابا ستكون في القصر الجمهوري، حيث سيستقبله رئيس الجمهورية جوزف عون مع وفد رسمي وديني رفيع المستوى. وتكثّفت التحضيرات في قصر بعبدا لضمان تنظيم الحدث بما يليق بالزيارة، سواء من خلال حضور الشخصيات السياسية والدبلوماسية والإعلامية، أو عبر الترتيبات اللوجستية والأمنية الدقيقة.
اللجنة الوطنية تتابع مختلف التفاصيل التنظيمية، في حين تتولى اللجنة الكنسية تنسيق محطات الزيارة بالتعاون مع السفارة البابوية في لبنان. وسيختتم البابا زيارته بقداس شعبي كبير عند الواجهة البحرية لبيروت، يتخلله تأمل وصلاة صامتة عند مرفأ العاصمة، ما يضفي على المناسبة بعداً وطنياً وإنسانياً مؤثراً.
أما روحانياً، فستشمل الزيارة محطة مميزة عند ضريح القديس مار شربل في عنايا، إلى جانب زيارة دير الصليب في بقنايا، في بادرة تحمل بعداً إنسانياً عميقاً.
شبابياً، يتحضّر لقاء كبير يجمع البابا بشبيبة لبنان في الصرح البطريركي في بكركي عند الرابعة من بعد ظهر الإثنين 1 كانون الأول، تنظمه اللجنة الوطنية لراعوية الشبيبة في الكنائس الكاثوليكية تحت شعار “كلنا معنيون بالحدث التاريخي”، مع فتح باب التسجيل للشباب من عمر 16 إلى 35 عاماً للمشاركة وطرح الأسئلة مباشرة على البابا.
إعلامياً، تم تشكيل لجنة خاصة لمتابعة التغطية، داعية وسائل الإعلام إلى تسجيل الصحافيين الراغبين عبر الموقع الإلكتروني الرسمي الذي سيبقى مفتوحاً حتى 20 تشرين الثاني. كما سيقام مركز إعلامي رئيسي في قاعة الاحتفالات الكبرى في فندق “فينيسيا”، حيث سيتم نقل الإعلاميين بحافلات خاصة إلى مواقع التغطية، على أن تُوزّع بطاقات الاعتماد قبل 48 ساعة من بدء الزيارة.
أمنياً، تُستكمل الإجراءات والتنسيق بين الأجهزة اللبنانية لضمان أعلى درجات الجهوزية لهذا الحدث التاريخي.
وفي سياق متصل، كتب ميسال نصر في “الديار” مقالاً بعنوان “هل تفتح تل أبيب الباب أمام زيارة البابا أم تغلقه؟”، أشار فيه إلى أن الزيارات البابوية في الشرق الأوسط لا تمر مرور الكرام، إذ تحمل أبعاداً لاهوتية وإنسانية وسياسية في آنٍ معاً.
فبينما تستعد بيروت لاستقبال البابا في زيارة وُصفت في دوائر الفاتيكان بأنها “دعوة إلى الرجاء وسط العاصفة”، تتابع “تل أبيب” التطورات بترقّب، وسط قلق من أن تتضمن خطابات البابا في بيروت إشارات إلى معاناة الشعب الفلسطيني أو دعوات لإنهاء الاحتلال، ما تعتبره جهات إسرائيلية “تدخلاً غير مرغوب فيه”.
وتشير المصادر إلى أن النقاش داخل “الكيان الإسرائيلي” بلغ دوائر القرار في واشنطن، حيث نُقل أن الأخيرة نصحت الفاتيكان بتأجيل الزيارة مؤقتاً، خصوصاً أن “تل أبيب” لم تلتزم حتى الآن بتعليق غاراتها الجوية فوق لبنان خلال وجود قداسته، رغم المساعي الدبلوماسية المكثفة من روما وباريس والفاتيكان.
وتختم المصادر بأن “الكيان الإسرائيلي” يتعامل مع الزيارة بوصفها “حدثاً استثنائياً عالي الحساسية”، إذ تُرصد بدقة كل التحركات المرافقة لها، سواء في الجنوب اللبناني أو في الأراضي الفلسطينية، خشية استغلال المناسبة لإطلاق رسائل رمزية أو ميدانية ضده.
إقرأ أيضاً: عناوين وأسرار الصحف الصادرة اليوم الخميس 13-11-2025