من جونية إلى المتوسط… رحلات البحر تعود من بوابة الشمال

من جونية إلى المتوسط… رحلات البحر تعود من بوابة الشمال… أعيد افتتاح مرفأ جونيه رسمياً في أيلول الماضي وذلك بعد أكثر من 30 عاماً على إقفاله، وأضيء مُجدداً حوضه على خارطة المرافئ السياحيّة المعتمدة على البحر الأبيض المتوسط، وكان من المتوقع ان يتم إعادة وصل الخط البحري بين هذا المرفق العام ومرفأ لارنكا في قبرص الا ان هذا الأمر لم يتحقق حتى الساعة.
مشروع إعادة تأهيل مرفأ جونيه استمر على مدى 8 أشهر، وشمل البنى التحتية من مداخل وأرصفة وإنارة وتجهيزات وخدمات مرافقة، وبات اليوم مؤهلاً لاستقبال البواخر السياحية الصغيرة والمتوسطة ضمن معايير السلامة الدولية.
علماً انه في 9 أيلول الماضي دخل مرفأ جونيه رسميًا في الخدمة التشغيلية الكاملة بعد نيله شهادة الامتثال لـ ISPS Code (International Ship and Port Facility Security Code)، وبالتالي أصبح مصنفًا كمرفأ آمن ومعتمد دوليًا وأصبح قادرًا على استقبال سفن الركاب والبواخر السياحية الآتية من أي مرفأ أوروبي.
وعن أسباب تأخر تشغيل الرحلات من مرفأ جونيه، تؤكد مصادر موثوقة ان “الرحلات البحرية السياحية تتوقف عادة في نهاية شهر أيلول مع اختتام الموسم الصيفي”، مشيرة إلى ان “المعاملات الرسمية والإجراءات الإدارية استغرقت وقتا ما أدى إلى عدم انطلاق الرحلات خلال الموسم الصيفي الفائت”.
إضافةً إلى الأسباب الإدارية، هناك أيضا أسباب لوجيستية، فالمرفأ كان في وضعٍ متردٍ لا يسمح باستقبال أي نوع من البواخر كما ان شروط السلامة العامة والموافقات الجمركية والأمنية تأخرت خلال أشهر الصيف.
وأشارت المصادر إلى ان “المرفأ أصبح جاهزا لاستقبال 3 بواخر أسبوعياً تتسع لنحو 400 راكب الا ان اختيار الشركات وخطوط التشغيل البحرية يحتاج وقتاً”.
كما ان تسيير الرحلات بحاجة لتنسيق بين الدولتين اللبنانية والقبرصية لاسيما في ما يخص التأشيرات، لأن السفر إلى قبرص يحتاج إلى فيزا “شنغن”، وبالتالي لا يمكن لغير حاملي هذه التأشيرة القيام بهذه الرحلات.
وفي الختام تلفت المصادر إلى ان “الأوضاع الحالية المتأزمة في لبنان تؤثر سلبا على استقطاب الشركات البحرية، فالكل في حالة ترقب لما ستؤول إليه الأمور في المستقبل القريب مع التشديد ان الهدف إنعاش هذا المرفق الحيوي”.