السـ ـلاح المتفلت… فشل القوى الأمنية يهـ ـدد مستقبل لبنان
السـ ـلاح المتفلت… فشل القوى الأمنية يهـ ـدد مستقبل لبنان
كتبت نور يوسف في موقع لبنان والعالم
في ظل الأحداث الأخيرة التي تعصف بلبنان، أصبح واضحاً للجميع أن التفلت الأمني وانتشار السلاح غير الشرعي قد وصل إلى مستويات لا تُطاق. لقد بات الفساد وضعف الجهاز الأمني أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، وهو ما يعكس فشل القوى الأمنية في حماية المواطنين وضمان سلامتهم.
إن وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية الأخرى تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الوضع الكارثي. فقد أصبح من الواضح أن الفساد قد تسلل إلى كل زاوية من هذه المؤسسات، مما أدى إلى ضعفها وعجزها عن القيام بمهامها الأساسية. كيف يمكن لنا أن نثق بجهاز أمني يعجز عن فرض القانون ويترك المواطن يعيش في خوف دائم؟
بدلاً من التركيز على الأمور الثانوية مثل نزع الدراجات النارية من المواطنين، يجب على القوى الأمنية أن تولي الأولوية القصوى لمكافحة السلاح المتفلت الذي يُعتبر التهديد الأكبر لسلامة المجتمع. إن تفلت السلاح هو العامل الرئيسي الذي يؤجج العنف والجريمة في البلاد، وبدون معالجة هذه المشكلة، ستظل كل الإجراءات الأخرى غير فعالة.
لم يعد من الممكن التذرع بالأعذار القديمة مثل الفقر والجوع. هذه الجرائم ليست مبررة بأي حال من الأحوال، وإنما هي نتيجة مباشرة لضعف وفساد الجهاز الأمني. إن الدولة التي تعجز عن حماية مواطنيها وتسمح بانتشار السلاح بين أيدي الخارجين عن القانون هي دولة فاشلة بكل ما للكلمة من معنى.
لقد حان الوقت لأن نقف جميعاً ونطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذا الوضع. لا يمكن لنا أن نبقى صامتين ونحن نرى بلدنا ينهار تحت وطأة الفساد والتفلت الأمني. يجب أن نطالب بإصلاح جذري وشامل للجهاز الأمني، يبدأ بمحاسبة الفاسدين وتطهير المؤسسات من الداخل.
إن الأمان هو أحد الحقوق الأساسية لكل مواطن، وواجب الدولة هو تأمين هذا الأمان. لذا، يجب أن نتحلى بالشجاعة ونعبر عن غضبنا واستيائنا من هذا الوضع، وأن نطالب بتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الفشل الذي نعيشه اليوم.
بهذه الكلمات نوجه رسالة واضحة وصريحة إلى القوى الأمنية في لبنان: إما أن تقوموا بواجبكم وتحافظوا على أمن وسلامة المواطنين، أو اتركوا الساحة لغيركم ممن يستطيعون تحقيق ذلك. إن الوقت قد حان للتغيير، ونحن لن نقبل بأقل من ذلك.