صحة

احذروا الوجبات السريعة فهي تسرّع الشيخوخة وتؤذي الدماغ

بحسب تقرير صحي نشره موقع Verywell Health، فإن تناول الوجبات السريعة يوميًا، رغم سهولته وتوفّره، قد يترك آثارًا عميقة على الجسم تمتد من اضطراب الوزن والتمثيل الغذائي إلى زيادة مخاطر أمراض القلب وتراجع الصحة النفسية.

وتشير دراسات استعرضها التقرير إلى ارتباط قوي بين الاستهلاك المتكرر للوجبات السريعة وزيادة الوزن وارتفاع مؤشر كتلة الجسم. فهذه الوجبات غالبًا ما تكون عالية السعرات الحرارية وغنية بالسكريات والكربوهيدرات المكررة والدهون غير الصحية، مع فقرها بالألياف والعناصر الغذائية الضرورية.

وهذا المزيج يدفع الجسم إلى ارتفاعات متكررة في سكر الدم، ما يُجهد البنكرياس ويزيد احتمالات تطوّر مقاومة الإنسولين، وهو مسار معروف يقود إلى السكري من النوع الثاني.

ولا تتوقف الآثار عند الوزن والسكر. فالاستهلاك اليومي للوجبات السريعة يرتبط بارتفاع الكوليسترول الضار وزيادة الالتهابات المزمنة في الجسم، إضافة إلى الإجهاد التأكسدي الذي يضر الخلايا. كما أن الصوديوم المرتفع في هذه الوجبات يساهم في رفع ضغط الدم.

ووفقًا لمراجعات بحثية متعددة، فإن الإكثار من الوجبات السريعة قد يرفع خطر الإصابة بمتلازمة الأيض وأمراض القلب بنسبة كبيرة، مقارنة بمن يتناولونها على فترات متباعدة.

جودة غذائية أقل وتأثير على المزاج

ويؤكد التقرير أن الاعتماد اليومي على الوجبات السريعة يؤدي إلى نظام غذائي منخفض الجودة، إذ يحصل الجسم على سعرات كثيرة مقابل عناصر غذائية أقل. ومع مرور الوقت، قد تظهر علامات نقص في الألياف والبروتين والفيتامينات، رغم زيادة الوزن.

كما ربطت تحليلات واسعة بين الإكثار من “الوجبات غير الصحية” وارتفاع احتمالات الاكتئاب والضغط النفسي، وإن كانت العلاقة السببية ما زالت قيد البحث. إلا أن تقلبات الطاقة، واضطرابات النوم، والشعور بالإرهاق قد تكون نتائج مباشرة لنمط غذائي غني بالدهون والسكريات.

ومن أخطر ما لفت إليه التقرير أن الالتهاب المزمن الناتج عن هذا النمط الغذائي قد يسرّع ما يُعرف بـ”شيخوخة الالتهاب”، وهي عملية ترتبط بتصلّب الشرايين وأمراض القلب المزمنة. كما ارتبط انتشار مطاعم الوجبات السريعة بارتفاع معدلات الدخول إلى المستشفيات بسبب أمراض القلب وزيادة وفيات الشريان التاجي.

ويؤكد الخبراء أن الوجبات السريعة قد تكون خيارًا سريعًا، لكنها حين تتحول إلى عادة يومية، تصبح عبئًا صحيًا حقيقيًا. والبديل الأكثر أمانًا يبقى في تقليل تكرارها، والاعتماد قدر الإمكان على وجبات منزلية متوازنة تدعم الصحة على المدى الطويل.

زر الذهاب إلى الأعلى