اخبار لبنان ??ثورة ١٧ تشرين

المحامي وائل همّام: “إلى رفاق الساحات… العتب على قدّ النضال”

أربع وعشرون ساعة على إطلاق نقابة المحامين في بيروت برئاسة النقيب ملحم خلف مبادرتها الوطنية الانقاذية.
أربع وعشرون ساعة والهجوم المبرمج الصاعق على نقيب المحامين، والغير مسبوق حتى بين من يدعون انهم أخصام بما يسمى السياسة في لبنان.
أربع وعشرون ساعة استعمل خلالها الحاقدون كافة أنواع الأسلحة، مجندين ذبابهم الإلكتروني للهجوم على نقابةٍ فرضت وجودها على مختلف الساحات الاجتماعية والسياسية والقانونية.

ساعة واحدة في قاعة الخطى الضائعة كانت كافية لتعرية أجساد مغلفة بأثمن الأكسسوارات.
ساعة واحدة، وبعدها سقط الثمين وبانت العورات الكامنة في عقولهم الناقصة والمتخلفة.
ساعة واحدة أظهرت حقيقتهم بما لا يقبل الشك، فخلعوا أقنعتهم ودقوا أجراس الخطر الوجودي، وأطلقوا أزلامهم من ذوي العقول الفارغة على قاعدة “ما تفكر نحنا منفكر عنك”.
كيف لا وساعة واحدة كانت كفيلة بهزّ عروشهم بهزة كونية لا تقاس على مقياس رختر، ولا باي مقياس آخر؟ فهذه هي هزة النهاية، وبعدها سقوط مدوي.

أما العتب، فهو ليس على منظومة فاسدة قاتلة حاقدة، تقتات من الشحن الطائفي وحقوق الطوائف والمذاهب عوضا عن حقوق المواطن. بل العتب على رفاق النضال، منذ ١٧ تشرين، وما اكتبه موجه لكم ولعقولكم النيرة التي أنارت سماء لبنان، وأضاءت شموع الأمل في عتمة الظلم والفساد.
عتبي على جزء منكم، وللأسف، جزء كبير انساق بطوعية أو بغير قصد خلف الهجمات على نقيب المحامين في بيروت، وعلى مبادرته.

الذين هاجموا معروفين من أقوالهم، وفضحوا خلفياتهم وظهرت إلى العلن، فهم ينادون بالحفاظ على الطائفية وينادون بنسف الدستور (وأكثرهم لم يقرأه حتى)، وأغشوا أعينكم بشعارات رنانة، شعارات أطلقناها في الساحات، زاعمين أن المبادرة لم تتطرق اليها،
أيها الرفاق.

إقرأوا الخطاب الذي سبق إعلان المبادرة، أمعنوا فيه فتجدون ضالتكم. فمن المعيب بحقنا وبحق ثورتنا أن ننقاد خلف شعارات يطلقها أزلام السلطة، في حين نحن خضنا النضال، وما زلنا، بوجههم. فهم ليسوا المرجع الصالح..
هم يحاولون العبث في عقولكم. فهذه لعبتهم التي امتهنوها على مدى عقود، من خلال كلمات رنانة، أطلقناها سويا في الساحات. فهم لا يعرفون غيرها، ولا يفقهون مثيلاتها،
فكافة الشعارات موجودة في الخطاب والمبادرة، فهما جزءا لا يتجزأ أحدهما عن الآخر، من السلاح غير الشرعي، والسيادة والمحاسبة إلى نبذ الطائفية واستقلالية القضاء.

أيها الرفاق، يا ثوار لبنان…

لماذا تحولتم فجأة إلى شبيهين بأزلام السلطة؟؟ تبحثون في الخطابات والمبادرات عن كلمات محددة، عالقة في أذهانكم دون قراءة النص الكامل. وان لم تجدون ما تبحثون عنه بالحرف، يتحول الكاتب أو المبادر إلى خائن وعميل ومنبوذ.

لماذا تتخذون من لسان السلطة الفاسدة والقاتلة والطائفية لسانا لكم؟؟؟

لماذا استعمال لغة السلطة التي تخون من يخالفها الراي وتفتح له ملفات عمالة وتحلل دمه؟؟

نحن ثوار لبنان، نحن ثوار ضد السلطة،
ثورتنا ثورة فكر وامل ومواطنة، وإلا فلماذا الثورة؟؟

أنيروا عقولكم وزيدوها معرفة، كما أنرنا عقول من كان في الظلمات، وهم كثر..
افتحوا قلوبكم لأشخاص لم تخذلكم، حاوروا وناقشوا، وانتقدوا، وتذكروا حلقات الحوارات الفكرية التي كانت تغني الساحات بالمعرفة والتحاليل والأفكار…

هذا نحن، نحن ثوار لبنان…
وبعد، إن مبادرة نقابة المحامين الوطنية الانقاذية ما هي الا بداية، قابلة للنقاش والتعديل والإغناء…

وأقول لكم أن نقابة المحامين هي نقابة الحوار الوطني الجامع.
المبادرة الوطنية الانقاذية لنقابتي التي أنتمي اليها بفخر واعتزاز ليست كاملة، فالكمال لله. وإنما هي حددت أسس للبناء عليها، وسنناقشها ونحللها معكم. سنحاور ونتعلم ونعلّم ونقتنع ونقنع، حتى نصل إلى ولادة الوطن الذي ننشده.
نقابة المحامين في بيروت هي رافعة للوطن، وباتحادنا معها ومناقشة مبادرتها وتطويرها وتفعيلها، سنسترد الوطن من اللصوص والفاسدين والقاتلين.

زر الذهاب إلى الأعلى