اقتصادمحلي

الدجاج المجمد يغزو السوق… والمزارع المحلية تصرخ بلا صوت

الدجاج المجمد يغزو السوق… والمزارع المحلية تصرخ بلا صوت

في الأشهر السبعة الأولى من السنة الجارية، استورد لبنان 3 آلاف و400 طن من لحوم الدجاج المقطّعة والمجمّدة من البرازيل بقيمة 10.3 ملايين دولار، ما يعني بأنّ متوسط سعر الاستيراد يبلغ 3 دولارات لكلّ كيلوغرام مقارنة مع أسعار للمنتج المحلي تُراوح بين 2 دولار و7 دولارات لكل كيلوغرام من الدجاج المقطّع، و4 دولارات لكيلوغرام الفروج كاملاً.

وتشير هذه الأرقام إلى ضرورة وجوب حماية الإنتاج المحلي، إذ تتقارب أسعار المنتجات المحلية مع المستوردة، وتزيد عنها أحياناً. أما تهريب لحوم الدجاج المقطّعة فيقول رئيس النقابة اللبنانية للدواجن وليم بطرس، إن “الكميات المهربة من صدر الدجاج السوري والتركي كبيرة”.

وما يزيد من انكشاف هذا القطاع أمام المنافسة الأجنبية، أنّ ما يدخل من دجاج إلى لبنان عبر المعابر الشرعية معفى من الرسوم الجمركية، وفقاً لبولس، فيما الصادرات اللبنانية من الدجاج تخضع للرسوم الجمركية في الدول المصدّرة. وفي المقابل، تعمل النقابة على اقتراح وضع رسوم حمائية على الدجاج المستورد، ولا سيّما أنّ قطاع إنتاج لحوم الدواجن في لبنان، يمثل أحد القطاعات القليلة القادرة على تلبية السوق المحلية بشكل كامل، وتصدير ما يفيض عنها من لحوم وبيض.

وتفيد أرقام الجمارك وفق “الأخبار”، بأن الاستيراد يقتصر على الدجاج المقطع المجمد، لكن هذا الاستيراد لديه قدرة تنافسية مرتفعة ربطاً بأسعارها المنخفضة مقارنة مع الإنتاج المحلي. وتأتي لحوم الدجاج بنسبة 95% من البرازيل. ففي عام 2024، استورد لبنان 8500 طن من الدجاج مقارنة مع استهلاك محلّي يصل إلى 68 ألف طن سنوياً، وفقاً لأرقام منظمة «الفاو» ووزارة الزراعة.

يأتي هذا الأمر على الرغم من أن القطاع تأثّر سلباً بالعدوان الإسرائيلي. فقد تكبّد قطاع تربية الدواجن أضراراً بلغت قيمتها 15 مليون دولار، يتابع رئيس النقابة اللبنانية للدواجن وليم بطرس.

لكن تمكنت المزارع المستهدفة من التعافي وإعادة الإنتاج إلى ما كان عليه قبل وقوع الحرب.

وأتى هذا التعافي بشكل ذاتي، إذ لم تعوّض الدولة هذه الخسائر، كما لم تقدّم أيّ تسهيلات للتعافي، علماً أنّ العدوان الإسرائيلي تسبّب في خسارة مباشرة لـ800 ألف دجاجة من الفئة المخصصة للأكل، و50 ألف دجاجة منتجة للبيض، وفقاً لتقديرات “UNDP”، والتي تشير إلى أنّ قدرة إنتاج مزارع الجنوب، قبل الحرب، من البيض كانت تصل إلى 250 ألف بيضة يومياً.

إقرأ أيضاً

التحويلات، الكاش، والعدالة… ثلاثية الأزمة اللبنانية!

زر الذهاب إلى الأعلى