“اليونيفيل” تنقل عائلات موظفيها… التصعيد على الأبواب؟

“اليونيفيل” تنقل عائلات موظفيها… التصعيد على الأبواب؟
طلب قيادة قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» من موظفيها الدوليين اعتبار مدينة صور وضواحيها مناطق غير آمنة. ونقل عائلاتهم إلى مناطق أكثر أمناً، وتحديداً إلى بيروت.
ما يعني إخلاء 500 شقة مستأجرة على الأقل يقطنها هؤلاء، أثار تساؤلات حول خلفيته وتوقيته. هذا الطلب الدولي جاء في ظل تطورين سياسيين – عسكريين بارزين في المنطقة. ارتباطاً بالعـ. ـدوان الإسـ ـرائيلي على غـ ـزة عقب عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول 2023، وفتح جبهة الجنوب اللبناني كعامل مساعد للمقاومة الفلسطينية، وهما:
– الأول: التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل على خلفية المواجهة المباشرة بينهما. وذلك عقب استـ ـهداف القنصلية الإيـ ـرانية في دمشق واغتـ. ـيال قادة من «الحرس الثوري» مسؤولين عن سوريا ولبنان. كما أن الردّ الإيـ ـراني الأول من نوعه ضدّ إسـ ـرائيل عبر إطلاق المسيّرات والصـ ـواريخ الباليستية وكروز.
– والثاني: تصعيد المواجهة العسكرية على طرفي الحدود الجنوبية بين إسـ ـرائيل و»حـ. ـزب الله» الذي نفّذ سلسلة عمليات نوعية وأبرزها على مقرّ قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة. حيث سقط أكثر من 19 جريحاً بينهم إصابات خطرة ومتوسطة، ناهيك عن سقوط 4 جرحى بتفـ ـجير عبوة ناسفة بدورية إسـ ـرائيلية في منطقة تل إسماعيل المتاخمة للحدود اللبنانية ـ الإسـ ـرائيلية. مقابل اغتـ. ـيال عدد من قادة «الحزب» وتنفيذ غارة في ايعات في البقاع
وفيما طرح الطلب تساؤلات سياسية وشعبية عن توقيته مع هذين التطورين، وما إذا كانت قوات «اليونيفيل» تملك معلومات عن تصعيد إسـ ـرائيلي مقبل على لبنان.
خاصة بعد المعلومات التي تحدثت عن أنّ الحكومة اللبنانية تلقّت أخيراً من دولة كبرى تحذيرات عن عزم إسـ ـرائيل شنّ عدوان مفاجئ على لبنان لخلط الأوراق. وذلك بعدما شكّلت جبهة الجنوب عامل قلق لها على مستوى الصراع، سواء في غـ ـزة أو إيـ ـران التي دخلت على خط المواجهة المباشرة.
غير أن المتحدث باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي أوضح أنه في تشرين الأول 2023، قرّرت «اليونيفيل»، ومن باب الحذر،نقل عائلات موظفيها المدنيين للسكن خارج منطقة العمليات. بما في ذلك صور، مؤكّداً أن «سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وعائلاتهم هي أولويتنا».
وفيما رجّحت أوساط سياسية أن تكون «اليونيفيل» قد جدّدت تحذيرها أخيراً في ظل التطورات المتسارعة في لبنان وإسـ ـرائيل والمنطقة. كما نفى تيننتي أي انسحاب لأصحاب القبعات الزرق، وقال: «إن حفظة السلام العسكريين التابعين لـ»اليونيفيل» لا يزالون في مواقعهم ويمارسون مهامهم. وكذلك موظفونا المدنيون. إن عمل «اليونيفيل» مستمر، بما في ذلك الدوريات، وكذلك قوافل الإمداد واللوجستية وعمليات تبديل الجنود، داخل لبنان وخارجه».