انعدمت الرحمة في القلوب… مجازر بحق حيوانات بريئة و الدولة صمّاء
خاص موقع لبنان والعالم

انعدمت الرحمة في القلوب… مجازر بحق حيوانات بريئة و الدولة صمّاء
انعدمت الإنسانية في قلوب البشر!! و أصبحت الجريمة الملاذ الأول للتعبير عن غضب دفين و أمراض نفسية خلفتها الأزمات التي تعاقبت على البلاد و التي كان آخرها ازمة العام ٢٠١٩ التي تزداد تفاقما يوما بعد يوم!
لكن ما ذنب مخلوقات ضعيفة، ودودة ، رؤوفة تعلم الإنسان معنى المحبة، التضحية، الوفاء، الإخلاص و الامومة أيضا؟
ما ذنب مخلوقات مسالمة وُجدت في وطن فقد أبناءه الطيبة و سيطرت عليهم نزعة الجريمة بكل أشكالها؟
مجازر تُرتكب بحق الكلاب الشاردة و غير الشاردة، بذنب او بدون ذنب حيث يقوم سكان بعض المناطق بتسميم الكلاب بذريعة انهم خطرون و يسببون الأمراض لقاطني البلدات.
و لا زالت حلقات مسلسل قتل الكلاب مستمرة، حيث كان آخرها في بلدة بحمدون، و هي ليست المرة الأولى التي تحصل هكذا جريمة في البلدة المذكورة، و اللافت ان الكلاب التي قُتلت لم تؤذ أحدا بل قُتلت فقط لأنها تسبب “ازعاجا” للناس.
و ما زاد الطين بلة، أن معظم البلديات التي يفترض بها المراقبة و المحاسبة تشارك في تنفيذ الجريمة بحجة حماية السكان، كيف لا و الدولة في غيبوبة لا حسيب على الجرائم و لا رقيب على الأخطاء التي ترتكب.
نعم،إنه الشعب اللبناني الذي ترعرع على مبدأ “القوي يفتك بالضعيف” حتى فقد الصفات التي اوجدها الله به، و على الرغم من كونه مثقفا، تراه في معظم الأحيان يلجأ إلى العنف و سياسة الدم ليحل مشاكله رغم ان الله قد ميّز الإنسان عن سائر مخلوقات بنعمة العقل حتى يكون حكيما و متّزنا.
لكن لا عجب ابدا، فقد أصبحنا في زمن يقتل الأخ أخاه دون أن يرف له جفن او يشعر بالذنب على الرغم من روابط الدم.
و مع تكرار مجازر قتل الكلاب قامت الجهات المعنية كجمعيات الرفق بالحيوان و غيرها بمناشدة الأجهزة المختصة في الدولة للتدخل على وجه السرعة و معاقبة المسؤولين عن هذة الحزائم لكن كالعادة الدولة صمّاء منذ زمن.
فكيف لدولة عاجزة لا تكترث لشعبها و اوجاعه ان تلبي نداء مخلوقات وُجدت لتكون عبرة للانسان؟
كيف لدولة نخر الفساد أجهزتها على كافة الاصعدة ان تحاسب و تمنع الجريمة في ظل وجود المحسوبيات و الاستزلام و “تطنيش” الدستور حتى اصبح لبنان بلد “كل مين ايدو الو”؟!
فرح مرعي _ لبنان والعالم