خاص لبنان والعالم

نانسي اللقيس: “الطائفة الشيعية بين الموت والإيهام: هل من خلاص؟”

نانسي اللقيس: “الطائفة الشيعية بين الموت والإيهام: هل من خلاص؟”

 

كتبت الصحافية نانسي اللقيس في موقع “لبنان والعالم”:

 

“الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة” — شعار لم يجلب سوى الخراب، شعار قاد طائفة بأكملها إلى الهاوية، إلى حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل. كيف لطائفة أن تتجرّع السمّ بإرادتها، دفعة واحدة، على شكل عقيدة هدّامة؟ عقيدة الولاء المطلق، مشروع الولي الفقيه، من الخميني إلى خامنئي، وصولًا إلى ربّهم الذي لا يموت—نصرالله!

مشروع “حـ ـزب الله” لم يكن مشروع تحرر، بل مشروع اغتيال الطائفة من داخلها. سُرق قرارها، اغتيل قادتها، وأُعدم مفكّروها، حتى بات الشيعي مجرّد مقاتل مأمور، يدفع دمه قرابين لحروب لا شأن له بها.

بدأ التاريخ السياسي للشيعة بالتشكّل مع دولة لبنان الكبير واستقلال الجمهورية، لكنه لم يُبنَ على مشروع دولة، بل على مشروع إبادة جماعية، مغلّف بعقيدة الموت والخراب.

هذه العقيدة تلتهم قلوب الأطفال قبل الشباب، فتسلب الشيعة هويتهم وإرثهم، وتصنع أجيالًا مغيّبة، لا تفكر إلا بالموت لأن “ربهم” أراد ذلك. نصرالله دفع الطائفة إلى الانتحار الجماعي، بتكليف شرعي من وليّ فقيه يدّعي أنه يؤتمر من الله عبر الإمام المهدي!

كم من الشيعة سقطوا في حروب لا علاقة لهم بها؟ كم قتلوا في اليمن، والعراق، وسوريا؟ كم قُتلوا في “حرب التحرير” التي تحوّلت إلى عبء ثقيل على لبنان، قبل أن تأتي “حرب الإسناد” فتُعيد الطائفة إلى الوراء ستين عامًا؟ الخسائر في الجنوب، والبقاع، والضاحية تفوق—نسبياً—حجم الدمار في الحرب العالمية الثانية!

هكذا، أُبيد الشيعة على يد من وعدهم بالتحرير، فقضى نحبه قبل أن يُحقّق حلم الصلاة في القدس، فيما إسرائيل صلّت على جثمانه بطائراتها، ليس فقط يوم التشييع، بل في حولا، والنبطية، وسماء لبنان، فوق خمس نقاط محتلة، لا تزال تنتظر “وعدًا” كاذبًا دفع الطائفة إلى الانتحار.

إله الأرض دُفن في طريق المطار، ليبقى رمزًا لهلاك الطائفة، يفوح من رفاته عبق الموت. أي إله هذا الذي لا يُرضيه إلا حصاد الأرواح؟ أي دين هذا الذي يجعل الفناء عقيدة؟

“بالروح، بالدم، نفديك”—لكنهم لا يفدون إلا الوهم. يواصلون المسيرة بالسلاح، يعشقون الهروب من الواقع، ويؤمنون أن الدولة هلاك، بينما الدويلة هي الخلاص!

طائفة بأكملها أُسلمت، وأُبعدت عن واقعها، بعقول مغيّبة تخشى النبذ إن قالت “لا”. هذه ليست مقاومة، بل “مقاولة”، مشروع تجاري باسم الطائفة، لا يجلب سوى الموت والعزلة.

لهذا، لا بد من الوقوف صفًا واحدًا للمطالبة بنزع السلاح غير الشرعي، وإزالة الشعارات الطائفية، ومواجهة الجهل، حتى لا يُستجلب الاحتلال من جديد. فالمقاومة الحقيقية بيد الدولة، ومن يريد الدفاع عن أرضه، فليلتحق بالجيش!

لكن العهد الجديد طعن لبنان في نحره، متواطئًا مع هذه المهزلة. لا مجال لنزع السلاح، لأن جوزف عون، الرئيس المُعيّن، صرّح بأن القرار بيد اللبنانيين. ومن هم اللبنانيون من منظوره؟ الطائفة الهالكة؟

بهذا التصريح… عدنا إلى نقطة البداية!

في النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل ستستمر الطائفة في السير في هذا المسار المظلم، أم ستستعيد إرادتها وتسترد هويتها؟ “لا تموت الأمم إلا عندما ينسون تاريخهم وتخونهم عقيدتهم”.

فإذا كان الموت عقيدة، فالموت الجماعي لن يحقق سوى الفناء.

وبالعودة إلى الواقع، فإن الطريق الوحيد للخلاص هو بناء الدولة، لا الدويلة، وتحقيق الحرية الحقيقية بعقل ناضج وحكمة بعيدة عن أوهام التحرير الزائف.

نانسي اللقيس

الآراء والأفكار المُعبَّر عنها في هذا النص تعكس وجهة نظر كاتبها فقط

إقرأ أيضاً

“نانسي اللقيس تدعو لتدخل عاجل لاحتواء الفتنة في سوريا وحماية المدنيين”

زر الذهاب إلى الأعلى