رسالة من بوريل إلى اللبنانيبن

رسالة من بوريل إلى اللبنانيبن
وصف أحد الموفدين بـ”الاستنتاج الخطير”، هو أن الجهات اللبنانية المتضرّرة من الوضع القائم، والتي تطالب بتغييرات كبيرة على صعيد إدارة الدولة ومواقع النفوذ فيها، تراهن فقط على التحوّلات الخارجية، ولا تُظهر أي نية جدية لإحداث خرق في العلاقات الداخلية.
وأوضح أن الدول النافذة في الإقليم والعالم “تتعامل مع مواقع لبنانية تعتقد بأنها مؤهّلة للعب دور كبير”، في إشارة مباشرة إلى مؤسسة الجيش اللبناني.
ولفت المصدر في حديث لـ”الأخبار” إلى أن الهامش الواسع الذي تتمتّع به قيادة الجيش ناتج بالأساس عن كون المؤسسة العسكرية باتت تحصل على حاجاتها الفعلية من مصادر تتجاوز مؤسسات الدولة.
ونقل المصدر عن أحد الزوار أنه كما لا يوجد في لبنان من يقدر على تعطيل ماكينة حـ.ـزب الله، أو وقف قدراته العسكرية والمالية، فإن حاجات الجيش اللبناني يمكن توفيرها الآن من خلال العلاقة المباشرة بين قيادته والدول المهتمّة، سواء الولايات المتحدة أو غيرها من الدول الغربية للحصول على دعم تسليحي ولوجستي كبير، أو السعودية وقطر وجهات أخرى توفّر أشكالاً مختلفة من الدعم المالي لتعزيز وضع الأفراد فيه.
ولفت المصدر إلى أن مسؤولاً أوروبياً بارزاً كجوزيف بوريل أعرب عن صدمته من الأسئلة التي وجهت إليه حول انعكاسات الحرب الجارية على الملف الرئاسي. وصدم أكثر من ردّة فعل سياسيين لبنانيين، عندما قال لهم إن انتخاب الرئيس هو مسألة لبنانية لا يمكن إنتاجها من الخارج، وإن السعي إلى وقف التصعيد على الجبهة بين لبنان وإسـ.ـرائيل، سيساهم في تحسين الوضع الداخلي. وساعده أحد السفراء في حديثه بالقول: “مشكلة الرئاسة سابقة على الحرب في غـ.ـزة وعند الحدود الجنوبية، وسببها الانقسام الداخلي الكبير. وليس صحيحاً أنه يمكن لأحد أن يستثمر في نتائج ما يحصل في المنطقة في الملف الداخلي، وتجارب لبنان تؤكّد أن محاولة فرض خيارات رئاسية أو حكومية رغماً عن فئة كبيرة من اللبنانيين، باءت بالفشل عند أول انعطافة في الأوضاع الخارجية”.