أخباراخبار لبنان ??محلّيات

تكريم مرقص وعدد من الإعلاميين في ملتقى الإعلام العربي برعاية الرئيس عون

تكريم مرقص وعدد من الإعلاميين في ملتقى الإعلام العربي برعاية الرئيس عون... افتتحت فعاليات الدورة الحادية والعشرين لـ”ملتقى الإعلام  العربي”  تحت  شعار “الإعلام  والتنمية المستدامة شركاء  الحاضر – حلفاء المستقبل”،  برعاية رئيس  الجمهورية  العماد جوزاف عون وحضوره ، بالتعاون مع  وزارة  الإعلام، في مركز التدريب والمؤتمرات في مبنى الإدارة العامة لـ “طيران الشرق الأوسط “.

حضر جلسة الإفتتاح الى الرئيس عون، الامين العام لجامعة الدول العربية  أحمد ابو الغيط ، وزير الاعلام المحامي د.بول مرقص، وزير شؤون التكولوجيا  والذكاء الاصطناعي  كمال  شحادة، سفراء  المملكة العربية السعودية  وليد بخاري ، الاردن  وليد  الحديد ، النروج هيلدا هارالدستاد ، فرنسا هيرفيه  ماغرو ، النائب جورج عدوان، رئيس هيئة الإتصالات  في العراق  الدكتور نوفل ابو رغيف ، الامين العام  للملتقى  المستشار ماضي عبد الله الخميس ، مدير المعهد العربي للتخطيط  الدكتور عادل عبد الله الوقيان ، الوزراء السابقون : مي  شدياق  ، منال عبد  الصمد  ، زياد  المكاري،  ، رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ،  نقيب المحررين  جوزيف القصيفي ، المدير العام  لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحه ،  رئيسة مجلس إدارة  “تلفزيون لبنان”  المديرة العامة الدكتورة اليسار نداف، مدير مكتب الإعلام  في القصر الجمهوري رفيق شلالا ، الناطقة الإعلامية  في القصر الجمهوري نجاة  شرف الدين ، مستشار رئيس مجلس النواب  علي  حمدان، رئيس مجلس ادارة شركة “طيران الشرق الأوسط” محمد الحوت، مدير “الوكالة الوطنية للإعلام”  زياد حرفوش، رئيسة “معهد  باسل فليحان” لميا مبيض وشخصيات ووجوه إعلامية وفنية لبنانية وعربية.

 بداية، النشيد الوطني ثم كان عرض فيلم  وثائقي “سيرة  ومسيرة”.

 قدم المتكلمين الاعلاميان منى صليبا ونيشان ديرهاروتيونيان .

بداية كانت كلمة للامين العام الخميس قال فيها: “نلتقي اليوم في بيروت التي تتسع كسماء وتسمو كقصيدة وتفيض كأغنية خالدة لنواصل معا مسيرة بدأناها منذ اثنين وعشرين عاما، يوم كان الملتقى الإعلامي العربي مجرد فكرة عصية على التحقق، وحلما تكسوه الصعاب، فإذا هو يصبح واقعا متجذرا، وفضاء عربيا رحبا، ومنبرا يعيد للإعلام العربي دوره في صناعة الوعي وحماية الحقيقة“.

أضاف:”إن شعارنا اليوم الذي نجتمع لأجله «الإعلام والتنمية.. شركاء الحاضر وتحالف المستقبل» ليس مجرد كلمات ترفع على لافتة، بل هو رؤية عميقة لمستقبل أمة تدرك أن التنمية لا تقوم بلا إعلام، وأن الإعلام بلا رسالة تنموية يتحول إلى صدى عابر أو فراغ متكرر“.

تابع:”إننا نلتقي لنرتقي لا لنردد ما مضى، بل لنصوغ ما سيأتي لا لنحصي خسائرنا، بل لنعلن إنجازاتنا لا لنستسلم للموج المغاير الجارف، بل لنكون بحارة في سفن تقاد إلى مواني الأمان.. لا غرقى الموج ولا فتات الريح. نحن هنا لا لنكرر المألوف، ولا لنكتفي بالحديث عن تحدياتنا، بل لنصوغ رؤية جديدة، تتجاوز حدود التنظير إلى ميادين التطبيق، وتضع الإعلام العربي في مكانه الطبيعي.. شريكا في صناعة التنمية، لا مجرد ناقل للأخبار“.

ولفت الخميس الى ان ” الإعلام اليوم ليس رفاهية ولا ترفا، بل هو قوة ناعمة، وجيش صامت، وسلاح لا يرى بالعين المجردة، لكنه يخترق العقول ويصوغ الوجدانالإعلام اليوم ليس ناقلا للخبر فحسب، بل صانع للرأي، وبان للوعي، ومهندس للوجدان الجمعي للأمة“.

تابع:” لأن الكلمة من غير وفاء لا تثمر، فإنني أجد من واجبي أن أرفع، باسمكم جميعا، أسمى آيات التقدير لفخامة العماد جوزاف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، الذي برعايته الكريمة وحضوره الأصيل يؤكد إيمانه العميق بدور الإعلام، وإيمانه بأن الكلمة الحرة هي سلاح الأمة وضميرها الحيوأخص بالشكر والتقدير معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط.. الذي شرفنا بالمشاركة هنا في هذا الملتقى الذي كان دائما قريبا من الإعلام والإعلاميين ومنا نحن في الملتقى الإعلامي العربي تحديدا داعما أنشطتنا محتضنا أفكارنا ومساندا لمبادراتنا المختلفةوالشكر لمعالي الأخ العزيز الدكتور بول مرقص وزير الإعلام، الذي فتح الأبواب وسهل السبل ليكون هذا اللقاء ممكنا، فيعجز اللسان عن الشكر لما قدمه هو وأعضاء وزارة الإعلام من دعم ومساندةالشكر للرعاة والشركاء الاستراتيجيين وكل من أسهم في إنجاح هذه التظاهرةوإلى زملائي في الإعلام اللبناني الذين احتفوا بنا وساندونا.. وهو الإعلام الذي كان وما زال مدرسة فريدة.. تعلمنا منها.. وخطونا خطواتنا في بلاطها“.

اردف:”لبنان، يا أرض الأرز والشعر والموسيقى، يا وطن الحرف والكلمة، لك منا وعد وميثاق.. أن تبقي دائما المنصة الحاضنة للإعلام العربي، والراية الخفاقة فوق سماء الكلمة الحرة، والنبراس الذي لا يخبو، مهما عصفت الرياح وتكاثرت الغيومبيروت يا بيروت، يا مدينة لا تشي. يا جرحا لا ينزف يا وردة لا تذبل ويا قيثارة لا تصمت. نقف على أرضك اليوم لنعلن أن الكلمة حياة، وأن الإعلام رسالة، وأن الحقيقة لا تحجب بغربال، ولا يطفأ نورها بزيف أو ضلال“.

ختم: “من هنا نعلن طموحنا أن يكون لبنان دائما منصة حاضنة للإعلام العربي، وعاصمة للحرية ومركزا للحوار، ومرفأ للكلمة التي تبقي الأمة على قيد الأمل“.

الوقيان

ثم  كانت كلمة للوقيان قال فيها : “يشرفني أن أنقل إليكم تحيات المعهد العربي للتخطيط بالكويت وتمنياته لأعمال هذا الملتقى العربي العريق بمزيد من التوفيق والنجاح، تحت الرعاية الكريمة لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون وبمشاركة نخبة من القيادات الإعلامية والتنموية من مختلف الدول العربية“.

تابع:”إن انعقاد هذا الملتقى في مدينة بيروت العاصمة التي حملت عبر التاريخ رسالة الفكر والحرية والتنوير والإبداع العربي، يحمل دلالات رمزية وثقافية عميقة. فبيروت كانت وستبقى منارة للحوار العربي ومختبراً للأفكار، تلتقي فيها النخب لتصنع من الكلمة رؤية، ومن الرأي رسالة، ومن الإعلام قوة للتأثير والبناء وفي هذا التوقيت الدقيق الذي تتقاطع فيه الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في منطقتنا ، تبرز بيروت من جديد كمنصة لإطلاق خطاب إعلامي عربي رشيد يواكب التحولات ويوازيها وعياً ومسؤولية“.

وقال: اولا ” الإعلام شريك أساسي في التنمية لقد أكد العنوان الرئيسي لهذا الملتقى “الإعلام والتنمية المستدامة شراكة الحاضر وتحالف المستقبل” ، أن الإعلام لم يعد مجرد ناقل للخبر أو صانع للرأي، بل أصبح شريكاً تنموياً فاعلاً يسهم في صياغة الوعي الجماعي وتوجيه السلوك المؤسسي والمجتمعي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. بأدواته المتطورة ورسائله الواعية، أصبح الإعلام اليوم قوة دافعة لصناعة الأمل وبناء المستقبل. فهو يحرك طاقات المجتمعات نحو الإبداع والابتكار ويسهم في مكافحة الفقر، وتمكين الشباب والمرأة، وتعزيز الاقتصاد الأخضر والمعرفة الرقمية. كما يرسخ قيم العدالة والشفافية والمساءلة، ليصبح منبرا يوجه الأنظار إلى الإيجابيات ويلهم الأفراد للمشاركة في صناعة التغيير.

ثانياً: من الإعلام التنموي إلى التنمية الإعلامية

لقد أدركنا في المعهد العربي للتخطيط بالكويت – من خلال عملنا مع الحكومات العربية والمؤسسات الإقليمية – أن التحول إلى تنمية إعلامية واعية هو شرط لتحقيق تنمية مستدامة فعالة. فالإعلام ، حين يوجه بوصلته نحو قضايا التنمية، يصبح قوة اقتراح وتغيير قادرة على ردم الفجوة بين السياسات العامة واهتمامات المواطن، وعلى تحفيز المؤسسات للالتزام بالشفافية والمساءلة وتعزيز المشاركة المجتمعية.

ثالثاً: دور المعهد العربي للتخطيط بالكويت في دعم الإعلام التنموي

انطلاقاً من رسالته في بناء القدرات وتعزيز الفكر التنموي العربي، يحرص المعهد العربي للتخطيط بالكويت على دعم التكامل بين الإعلام والتنمية عبر مجموعة من المبادرات والبرامج، منها: – تمكين الإعلاميين العرب من فهم قضايا التنمية وأولوياتها الوطنية والإقليمية.

– تطوير مؤشرات لقياس الأثر التنموي للإعلام على الوعي والسلوك والسياسات.

تعزيز الشراكات بين المؤسسات الإعلامية والجهات التنموية العربية

إطلاق مبادرات بحثية وتدريبية مشتركة تجمع بين خبرة التنمية ورؤية الإعلام“.

واكد الوقيان أن “بناء إعلام عربي تنموي رشيد يتطلب استثماراً في العنصر البشري، والمعرفة، والحوكمة الإعلامية، والتقنيات الحديثة، لتتحول الرسالة الإعلامية إلى رافعة للتغيير الإيجابي في العالم العربي“.

واشار الى ان” الإعلام العربي يمتلك اليوم فرصة تاريخية لإعادة صياغة دوره كقوة دافعة للتنمية المستدامة، شريطة أن يجمع بين الحرية والمسؤولية، والمهنية والرسالة، والمصداقية والابتكار. فلنجعل من هذا الملتقى منصة لتأسيس تحالف عربي للإعلام والتنمية المستدامة، يجمع المؤسسات والكوادر والخبراء في مشروع عربي طموح ينهض بالوعي ويسهم في بناء المستقبل“.

وختم متوجها ” بخالص التقدير إلى الأمانة العامة للملتقى الإعلامي العربي وإلى الأستاذ ماضي عبد الله الخميس على جهوده المتواصلة في ترسيخ دور الإعلام كقوة تنموية عربية مؤثرة، وإلى لبنان الشقيق حكومة وشعباً على احتضان هذا الحدث الكبير“.

ابو الغيط

والقى ابوالغيط  كلمة استهلها بتوجيه التحية والتقدير الى الوزير مرقص، واصفا اياه بـ”الرائع”.

وقال:” يسعدني في البداية أن أتوجه بالشكر والتقدير لفخامة الرئيس العماد جوزاف عون على رعاية وحضور هذا الملتقى المهم وهو ما يعكس اهتماماً أصيلاً بالإعلام ودوره في أن يكون جسر التواصل بين المسؤولين والمواطنين في عملية التنمية الشاملة. كما أتوجه بالشكر الى معالي الدكتور بول مرقص وزير الإعلام في الجمهورية اللبنانية على الدعوة الكريمة للمشاركة معكم اليوم في الدورة الحادية والعشرين للملتقى الإعلامي العربي في حضور هذه الكوكبة المتميزة من رجال الفكر والسياسة، والإعلام والثقافة والفن من مختلف الدول العربية … هنا في بيروت بكل ما تملكه من مقومات بشرية وحضارية، تركت بصماتها عبر الأجيال. وأغتنم هذه المناسبة لأحيي الجهود الطيبة التي تبذلها هيئة الملتقى الإعلامي العربي، وأمينه العام السيد ماضي الخميس. الشريك الأصيل في مسيرة الجامعة والملتقى منذ سنوات“.

اضاف:”نتحدث اليوم في هذا الملتقى عن علاقة الإعلام بالتنمية وعن الدور الذي يمكن أن يقوم به في تحقيق أهدافها، وهي رسالة مهمة تتطلب التعامل بمهنية وموضوعية ومسؤولية ، رسالة تصل المسؤول بالمواطن، وتقوم بتوعية المواطن للمساهمة في العملية التنموية ، حتى تستطيع الدولة الاستمرار في القيام بمهامها في تحقيق إنجازاتها في ملفات التنمية“.

واشار الى ان” قضية التنمية هي القضية الأولى دون منازع على أجندة الدول العربية ولا بد أن تكون أيضاً هي القضية الأولى على أجندة المجتمعات، وفي ذهن وإدراك كل مواطن عربي، وهذا هو دور الإعلام الواعي والمسؤول، فالمواطن هو أداة العملية التنموية ، وهو غايتها وهدفها في الوقت نفسه“.

واكد ابو الغيط ان” الإعلام شريك أساسي في التنمية، لما يملكه من قوة تأثيرية على فئات المجتمع كافة من خلال وسائله المسموعة والمرئية والتفاعلية ، ودوره أن يقوم بتوعية المواطنين على أهمية العملية التنموية وآفاقها المستقبلية ومقتضياتها، وتحفيزهم على المشاركة فيها على نحو فاعل ومؤثر، بحيث تصير هماً شخصياً لكل مواطن أو معركة يتعين الانتصار فيها“.

واكد ان” حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة هي عار على الإنسانية التي رأت وشاهدت وتركت المحتل يواصل القتل والتدمير . صحيح أن شعوب العالم كله استفاقت بعد أن رأت وجهاً قبيحاً متجرداً من الإنسانية والضمير لاحتلال عنصري بكل معنى الكلمة ، ولكن الصحيح أيضاً أن أبناء الشعب الفلسطيني، الصامد البطل، قد مروا بنكبة جديدة في زمن يقال إنه زمن القيم وحقوق الإنسان“.

تابع:”إننا نتطلع الى أن يكتب اتفاق شرم الشيخ نقطة النهاية لهذه المقتلة البشعة ، وأن تبدأ فوراً جهود إعادة الإعمار ،وأن يبقى الشعب الفلسطيني على أرضه وتخيب أوهام إسرائيل بتفريغ أرض فلسطين من أبنائها“.

وقال:” إن إسرائيل قد تتصور أنها ترسم معالم شرق أوسط جديد بالبارود والدم لكن هذا لن يحصل ، فهذا الفضاء العربي من المحيط إلى الخليج، سيظل انتماؤه عربياً ولغته عربية، وسيادة دولة الاحتلال المزعومة هي محض وهم لدى أنصار اليمين المسكونين بأحلام وعقائد عنصرية ليس لها مكان في عصرنا“.

وعن لبنان قال ابو الغيط: “تقف الجامعة العربية معكم في التمسك بضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضيه ، وتطبيق القرار 1701 بكافة عناصره” ، مؤكدا ان “الخروق المستمرة لإسرائيل لإعلان وقف الأعمال العدائية في نوفمبر الماضي ليست سوى محاولة يائسة للتشويش على الوضع الداخلي في لبنان، وبث بذور الفرقة فيه”، مبديا ثقته بان القوى اللبنانية كلها لن تقبل الانجرار لهذا الفخ المكشوف ، وأن الجيش اللبناني لديه القدرة والإرادة لتطبيق قرار الحكومة بحصرية السلاح بيد الدولة“.

ختم :”ننشد جميعاً إعلاماً عربياً مواكباً لجديد العصر ،في التكنولوجيا، كما في الأفكار ومناهج العمل. ننشد إعلاماً يبتعد عن التحريض، ولا يستهدف الإثارة ،يترفع عن إثارة الفتن ، ويصون وحدة المجتمعات بعيداً من نعرات الطائفية أو المناطقية، أو التشدد الديني و صنوف التعصب كافة. ننشد إعلاماً لا ينشر الخرافة ،بل يحض الناس على التفكير لا التكفير، على الإبداع لا الانصياع ،وعلى النقد البناء وليس المعارضة الاستعراضيةوبالاختصار أقول :ننشد إعلاماً يدفع مجتمعاتنا للأمام ويأخذ بيدها إلى المستقبل، ولا يجرها إلى سجون التخلف وغياهب الماضيأتمنى لأعمال مؤتمركم كل التوفيق ولا يسعني سوى أن أتقدم بالشكر مجدداً من فخامة الرئيس، وجميع القائمين على هذا المحفل الهام“.

مرقص

اما  الوزيرمرقص فقال : “عشرون عاما مضت، كان خلالها ملتقى الإعلام العربي يتنقل بين حضن الشقيقة الكويت، وحضن الأم الجامعة، جامعة الدول العربية. لكن هذا العام، اختار الملتقى حضن بيروت. فلماذا هذا الاستثناء؟ بدأت الحكاية خلال زيارتي إلى الكويت قبل خمسة أشهر، حيث غرست الفكرة كبذرة، ثم رواها الأخ ماضي خميس، وها قد أثمرت ملتقى جامعا رغم التحديات، وهو أمر نقدره ونثمنه بقلب مفتوح، لأنه عربون ثقة ووفاء كبيران للبنان، الذي وإن كان قد ضاق صدره بالأزمات، اتسع قلبه للأحباب. فكل التحايا منا لكم، وكل الامتنان على حضوركم واهتمامكم ومحبتكم“.
اضاف:” في ملتقى اليوم، يرتدي لبنان حلته الحقيقية: حاميا للفكر، حاضنا للتعدد، محفزا للثقافة. إنه لبنان الحرف والحلم والحياة، لبنان الذي جعل من الكلمة وطنا، ومن الحرف حلة،
ومن الحرية حضارة. فأهلا بكم في لبنان، حيث الإعلام قلب الوطن النابض، ذلك القلب المقيم في الجغرافيا عمرا، منذ خمسة آلاف عام. هناك، في جبيل القريبة، حيث ولدت الحروف، وبدأت الحكاية حكاية أول مدينة إعلام في العالم، لا تزال تروي من لبنان إلى العالم، حكاية وطن صغير بحجمه، عظيم برسالته، خالد بعطاءاته، اسمه لبنان“.

تابع:”هنا لبنان! هنا، جبران خليل جبران.هنا، ميخائيل نعيمة، ومي زيادة، وإيليا أبو ماضي، وسعيد عقل، وأمين معلوف، وغسان تويني، وطلال سلمان. هنا اللائحة تطول ولا تنتهي، وهنا، أيقونتنا فيروز تذكر العالم العربي كل صباح، أن في هذا الشرق نافذة من صوت وضوء وحنين وإبداع وإتقان اسمها لبنان“.

وسأل الوزير مرقص: “لمَ الملتقى في لبنان؟ الجواب بسيط: لأنه البلد الذي تماهى علمًا وإعلامًا وأدبًا، يوم تأسست مدرسة عين ورقة قبل 227 عامًا، وكانت أم المدراس في الشرق.
لمَ الملتقى في لبنان؟ لأننا بلد الحرف، والحرف صار كلمة، والكلمة مقالة، والمقالة جريدة، فإعلامًا وأعلامًا، جيلًا بعد جيل“.

وتابع:”في كنف بيروت، المدينة التي عرفت باكرا معنى الكلمة ووهج الحرف، صاح ديك النهار قبل اثنين وتسعين عاما. وقبل النهار” بسنوات، أطلقت مجلة “ألف ليلة وليلة”، وكانت الشرارة التي أضاءت درب الكلمة، لتكر السبحة وتتوالد دور النشر والصحف والمجلات، حتى غدت بيروت ورشة فكر وأدب وثقافة لا تهدأ. ولم تكتف بذلك، بل كانت أول مدينة عربية حاضنة لأول تلفزيون وأول إذاعة، لتؤكد مرة جديدة أنها ليست مجرد مدينة، بل ذاكرة ناطقة للإبداع“.

وقال:”في لبنان، لطالما كان الأمل ظل القلم رغم الألم، ولطالما نكس الإعلام الأعلام إجلالا لشهداء الكلمة، لكنه أيضا رفع الأعلام لأعلام من لبنان في الأدب والفكر والطب والهندسة والفن والإبداع. وهنا نعود مرة أخيرة إلى السؤال: لمَ الملتقى في لبنان؟ لأننا في عهد جديد، عهد يملأ الوطن أملا. عهد يرفع الكلمة ويرتقي بالإعلام، عهد الرئيس جوزاف عون، الذي وعد بلبنان كما نحبه وتحبونه، وما زال على الوعدعهد الدولة والكرامة والتجديد والنهضة والانفتاح. لذلك، بوجوده تكبر الكلمة، ويتألق الإعلام، ويتأنق ويسمو. فشكرا كبيرا لفخامة الرئيس على رعايتك وعلى حضورك“.
ووجه الوزير مرقص في الختام تحية شكر “لكل اللبنانيين الذين أسهموا في إنجاح هذا الحدث، وقد فاجأوني بحجم الكرم والعطاء كرمى انجاح هذا الملتقىشركة طيران الشرق الأوسط ممثلة برئيس مجلس ادارتها السيد محمد الحوت التي قدمت تسهيلات وتذاكر سفر وقاعات للملتقى، فنادق قدمت أجنحة وغرفًا، شركات نقل قدمت سيارات وباصات، ومطاعم، أو شركات تنظيم أو.. أو… وقبل كل شيء فريق العمل الخاص.
لولا محبتكم، وإحاطتكم، ومساهمتكم، لما أبصر هذا الحدث النور. فشكرا لكم من القلب. عاش الاعلام الحر والمسؤول، عاش لبنان“.

الرئيس عون

وكانت كلمة للرئيس عون جاء فيها :

الحقيقة مملة باهتة الإشاعة جذابة مثيرة” ، هذه المقولة المنسوبة إلى أحد خبراء التواصل الاجتماعي، تجسّد كل الإشكالية المطروحة علينا وعليكم اليوم. فهي تمثل معضلة هذا العصر. وهي تؤشّر إلى معاناتنا نحن كمسؤولين. وهي تشكل مسؤوليتكم أنتم كأهل إعلام وصحافة“.

أولاً، لماذا هي معضلة عصرنا؟

لأننا بكل بساطة، نعيش في زمن انقلابيٍ في كل معاييره ومقاييسه، وحتى – للأسف – في قيمه.

زمنٌ لم تعد الحقيقة فيه قيمة مطلقة. حتى قيل وكُتب ونُظِّر، لكونه زمنَ “ما بعد الحقيقة”. لن أستغرق في البحث عن الأسباب. ولن أدّعي معرفة كيف انتقلنا، في أنشطة المجتمع البشري كافة، من قيمة الإنتاج إلى قيمة الاستهلاك. ومن قيمة العمل إلى قيمة الثمن. ومن قيمة العقل إلى قيمة الجيب. وبالتالي من قيمة الحقيقة إلى قيمة الغريزة. المهم أننا اليومَ هنا. وهذه معضلة على مستوى العالم. علينا أن نعرفها ونتعايش معها. لكن علينا أن نسعى كل لحظة إلى عدم الخضوع لها وإلى السعي لتغييرها.

ثانياً، لماذا هي معاناتنا نحن كمسؤولين؟

أيضاً بكل بساطة، لأنه لا يمكن لمجتمع بشري أن يتقدم ويتطور، بناءً على كذبة. ولأنه لا يمكن أن نحقق خير الإنسان، إلا بالحقيقة. ولأن كوارث البشر عبر التاريخ، كانت نتاج الأوهام والأكاذيب والأضاليل… والاستثمار في إثارة الغرائز والشعبويات وفي أنصاف الحقائق أو أشباهها. فالحكم الصالح يحتاج إلى من يقول له الحقيقة. فيما الشعبويات الكارثية وحدها تقوم على التطبيل. وطبعاً على التضليل. وهنا تكمن معاناة الحاكم المسؤول. بين واجبه في مصارحة شعبه، وقيادته على درب الخلاص الصعب وبين من يسوق الناس بالدجل، إلى طرقات الجحيم الواسعة، والمعبدة بأعذب الكلام .

ثالثاً، لماذا هي مسؤوليتكم؟ لأنكم رُسُلُ هذا العصر. ولأن الإشكاليات المطروحة عليكم كثيرة وكبيرة. خصوصاً في عالم يتطور تقنياً بشكل مذهل. يكفي أن نتذكر معاً، أن مهنتكم هذه أمضت قروناً طويلة في زمن الكلمة المكتوبة. ثم انتقلت في عقود قليلة إلى الكلمة المسموعة، ثم إلى الكلمة المرئية

أما الآن فهي تتحوّل لَحظوياً، من الكلمة المرقمنة، إلى عوالم جديدة مذهلة من ثورة تكنولوجيا، ما زلنا في اللحظات الأولى من بداياتها. مسؤوليتكم، هي في السعي للبقاء رسلاً للحقيقة في قلب هذه الانقلابات. مسؤوليتكم كيف تواكبون الزمن. وكيف تحافطون على استقلالكم المالي، في زمن ابتلاع غيلان التكونولوجيا لكل شيء. ومسؤوليتكم كيف تدافعون عن معادلات القيم الأساسية في أن يظل الخبر، سقفه الحقيقة. فلا خبر ولا من يُخبرون، ولا إعلام ولا من يُعلمون أو يَعلمون، خارج الحقيقة. وفي أن تظل الحقيقة، غايتها خيرُ البشر وخيرُ النظام العام. هذه المسلّمة الأساسية لعملكم ولرسالتكم، لستُ أنا من وضعها.

إنه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي توافقنا عليه جميعا إطاراً ناظماً لحياتنا العامة، هو من يحددُها ويحدد حدودها.

هذا الإعلان الذي أعطاكم وأعطانا كل الحقوق، وكل الحرية في التعبير، وفق المادة 19 منه، التي صارت عنواناً لمؤسسات وحركات وجمعيات مدافعة عن عملكم وعن حريته وحرياتكم … هو الإعلان نفسه الذي أكد في المادة 29 منه، أنه “لا يُخضَعُ أيُّ فرد، في ممارسة حقوقه وحرِّياته، إلاَّ للقيود التي يُقرِّرها القانون، مستهدِفًا منها، حصراً، ضمانَ الاعتراف الواجب بحقوق وحرِّيات الآخرين واحترامها، والوفاءَ بالعادل من مقتضيات الفضيلة والنظام العام ورفاه الجميع في مجتمع ديمقراطي”… انتهى اقتباس الإعلان.

وللمناسبة ادعوكم فعلا للتوقف عند هذه المادة ومناقشتها.

أعرف أن مسؤوليتكم صعبة. لأن معاناتنا كبيرة. ولأننا في زمن قاس، بقدر ما هو واعد. فالثابت في تاريخ جدلية الحقيقة والكذبة، أنه يمكن تضليل بعض الناس، كل الوقت. كما يمكن تضليل كل الناس، بعض الوقت. لكن يستحيل تضليل كل الناس كل الوقت. لذلك، وفيما بعض اعلام التواصل الاجتماعي منهمك بردحيات الشباب، وفيما بعض الذكاء الاصطناعي مشغول بتلفيق الاخبار المكتوبة والمسموعة والمصورة،

واجبكم أنتم، وندائي لكم، أن تظلوا مستكشفين للحقيقة، مبشرين بها، في كل كلمة وصوت وصورة متكلين في جهدكم هذا، على كرامتكم البشرية، وأخلاقكم الإنسانية. كما على مسؤوليتكم الوطنية والمهنية. وأنا واثق من نجاحكم في أداء هذه المهمة السامية.

لأنكم أنتم من أنتم ولأنكم تجتمعون اليوم في لبنان في الأرض التي ولدت مع الكلمة وعاشت من أجل الحرية وناضلت لقول الحقيقة الحقيقة التي وحدها تحرر ووحدها تعمر ووحدها تحقق كل الخير لكل البشر.

أحييكم مجدداً. وأتوجه بكل الشكر للمنظمين والمشاركين. معلناً معكم: عاش الإعلام الحر المسؤول الخيّر. لتحيا شعوبنا بخير ومسؤولية وحرية“.

ثم قدم الخميس ووزير الاعلام للرئيس عون درعا تكريمية .

بعد ذلك شهد الافتتاح لوحات  فنية راقصة  لبنانية  – فرنسية  على  أغانٍ للسيدة فيروز من  تصميم  لما صفي الدين .

تكريم

بدأت فعاليات الملتقى بتكريم عدد من الاعلاميين والاعلاميات والمساهمين في انجاح الملتقى، وسلم الوزير مرقص والامين العام الخميس دروعا تكريمية للإعلاميين:

– يولاند خوري التي قالت:” شكر من القلب لهذا التكريم الذي افتخر به وفي ظل تسارع الاخبار الكاذبة صار الوقت لنتمسك بإعلام يتحقق ويحارب الاشاعات” .

– رفيق خوري شكر الملتقى واعتبر ان “الصحافة لا تزال حية.” 

– جاك واكيم شكر “كل من سعى الى تكريمه وخصوصا وزير الاعلام  الذي اعاد مفهوم الإعلام الى سكّته الصحيحة”، وشكر كل من رافقه ووثق به، وقال:”هذا التكريم اعتبره تكريما لتلفزيون لبنان الذي حضنني منذ بداية مسيرتي“.

– المخرج والاعلامي نيكولا صباغة.

– المنتج صادق الصباح الذي قال:” لطالما كان الإعلام والانتاج متلاصقان وانا سعيد جدا لتكريمي في لبنان“.

– الدكتور سامي كليب رحب بالضيوف العرب وقال:” ما اكثر الابواق وما اقل الإعلاميين. آمل ان يعود لبنان منارة إعلامية اكثر مما كان في السابق“.

– الاعلامي منير الحافي: “ان شاء الله يبقى المستقبل رنانا لكم وخصوصا للملتقى، واعتبر ان تكريم الكبار والرواد يجب ان يكون في حياتهم وليس في مماتهم وهذه الفكرة نصر عليها.”

– فارس يواكيم شكر كل من رافقه في مسيرته المهنية.

– روز فرح زامل (وردة) قدمت أطيب التحيات للحاضرين، واعتبرت ان “لهذا التكريم نكهة خاصة، وقدمت افصل تحية للرئيس عون وقدمت الشكر الكبير للوزير مرقص” و قالت:”من بيروت الى الكويت كل الحب”، وقدمت تحية لأرواح زملاء غادروا ولارواح شهداء الصحافة.

– رئيس مجلس ادارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت.

الرئيس التنفيذي السيد محمد علي للبحوث والاستشارات.

– المدير العام لفندق voco” “روي يوغاريوس.

مديرة فندق “فينيسيا ” في بيروت ماري شويري.

– ميشال قزعون من فندق “ريفيرا“.

كما  قدم الخميس للوزير مرقص درعا تكريمية.

إقرأ أيضاً:   جريمة هزت منطقة صوفر ليلًا

زر الذهاب إلى الأعلى