قصـ. ـف الغازية ليس مثل ما قبله.. فهل مَن يُبادر قبل فوات الأوان؟

قصـ. ـف الغازية ليس مثل ما قبله.. فهل مَن يُبادر قبل فوات الأوان؟
كتب صلاح سلام في “اللواء”:
القـ. ـصف الإسـ. ـرائيلي على الغازية محاولة مكشوفة لجرّ لبنان إلى حـ. ـرب مفتوحة، لإشغال الداخل الإسـ. ـرائيلي عن التعثر الحاصل في عملية إطلاق الأسرى لدى حمـ. ـاس، بالإضافة إلى إستعراض عضلات الآلة العسكرية لإستعادة الثقة بإسطورة «الجيش الذي لا يُقهر»، والتي إنهارت في الحـ. ـرب الوحشية على غـ. ـزة.
توغل الغارات الصـ. ـهيونية شمال الليطاني، وعلى مسافة ٦٠ كلم من الحدود الجنوبية. كما أثبت هشاشة التطمينات الأميركية، والأوروبية الأخرى، حول لجم حكومة نتانياهو عن القيام بأي عمل عسكري في الداخل اللبناني، بالإضافة إلى الحفاظ على قواعد الإشتباك الراهنة، مقابل عدم التصعيد من الجانب اللبناني.
ولكن يوميات الحـ. ـرب غير المعلنة الدائرة في الجنوب اللبناني، تُظهر أن التصعيد المستمر يأتي من الجانب الإسـ. ـرائيلي، حيث تشن الطائرات الحـ. ـربية عدة غارات يومياً على منازل المدنيين والمؤسسات العامة، وتقـ. ـصف الأراضي الزراعية بالقـ. ـنابل الفوسفورية، في إطار سياسة الأرض المحروقة. بالإضافة إلى تحويل الخطوط الأمامية على الحدود إلى مناطق غير قابلة للسكن. وذلك بهدف إنشاء شريط حدودي عازل على عمق يتراوح بين ٣ و٥ كلم.
دعاة الحـ. ـرب في تل أبيب يُطبّلون لوجود ٦٠ ألف مهجّر من المستوطنات المجاورة للحدود اللبنانية. وذلك بحجة الخوف من هجمات وصـ. ـواريخ حـ. ـزب الله، بينما تجاوز عدد المهجّرين من سكان القرى الحدودية اللبنانية المائة ألف نسمة. بينمت قارب عدد المنازل المدمرة الستة آلاف منزل. كما وتم إقفال عشرات المدارس والمعامل والمؤسسات السياحية في المنطقة وذلك فضلاً عن الخسائر البشرية المتزايدة، نتيجة القـ. ـصف الجوي وعمليات الإغتـ. ـيالات بالطائرات المسيّرة.
هذا الواقع الذي يُبيّن أن لبنان هو البلد المُعتدى عليه يتم التعامل معه ببرودة من مواقع القرار الرسمي والسياسي في بيروت. حيث الحركة الدبلوماسية تكتفي بتقديم الشكاوى الروتينية إلى مجلس الأمن. والأطراف السياسية على عنادها في مواقفها الخلافية، التي تعطل المؤسسات الدستورية، وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية. كما وتتنصل من التجاوب مع مساعي اللجنة الخماسية. وذلك لإنهاء الشغور الرئاسي في أسرع وقت ممكن. بالإضافة لتمكين لبنان النهوض من كبوته، والاستعداد لمواجهة تطورات ونتائج الحرب المدمرة على غـ. ـزة، وإرتداداتها على الوضع الإقليمي.
إستعادة وحدة الصف الداخلي تبقى هي السلاح الأول والأقوى في مواجهة التهديدات الإسـ. ـرائيلية المتصاعدة ضد لبنان.
الوضع في لبنان بعد قصـ. ـف الغازية لن يكون مثل ما قبله، فهل مَن يُبادر قبل فوات الأوان؟