“حين تنبح الرحمة: شتورة تعيد تعريف علاقة الإنسان بالحيوان”
“حين تنبح الرحمة: شتورة تعيد تعريف علاقة الإنسان بالحيوان”
في قلب شتورة، حيث تختلط رائحة الخبز الطازج بنبض الناس، ارتفع صوت مختلف—ليس نباحًا يُخيف، بل نداء يستنجد. الكلاب الشاردة لم تعُد مجرد مشهد اعتيادي على أرصفة المدينة، بل مرآة تهزّ ضمير المجتمع.
بدعم من Vetico والدكتور جاد الحولي وبالشراكة مع نقابة الأطباء البيطريين، وبدعم من وزارة الزراعة، أطلقت بلدية شتورة مبادرة تعنى بما هو أبعد من الصحة العامة—إنها مبادرة تستعيد إنسانيتنا. عبر برنامج TNVR (إمساك، تعقيم، تلقيح، إرجاع)، تخوض المدينة معركة هادئة، ولكنها حاسمة، ضد الإهمال والعنف غير المرئي.
شيطا وفيرا، كلبان جرى إطلاقهما بعد تعقيمهما ورعايتهما، لم يعودا كلبي شوارع. أصبحا رمزين. صار نباحهما في الهواء إعلانًا بأن شتورة قررت أن تعيش باحترام متبادل، وأن تحوّل الألم إلى وعي، والشارع إلى بيت.
شكر من القلب للدكتور جاد الحولي على التزامه العميق برفاهية الحيوان، ولوزارة الزراعة على تبنّيها ودعمها لهالنهج الحضاري والرحيم. وجود شركاء بهالوعي والجدّية هو اللي بخلي المبادرات تتحوّل من أفكار إلى أثر، ومن نداءات إلى خطوات فعلية على الأرض.
وكل الشكر لبلدية شتورة، لـVetico، ولنقابة الأطباء البيطريين، على هالمبادرة اللي مش بس خفّفت من معاناة الكلاب الشاردة، بل رجّعت جزء من إنسانيتنا الضايعة بين الزحمة والإهمال.
يا ريت كل بلدية بتشوف بهالمشروع مرآة ممكن تعكسها عندها. يا ريت الصوت اللي انطلق من شتورة يوصل لكل شارع، من البحر للبقاع، ويصير العمل الجاد هو العُرف، مش الاستثناء. لأنو الرحمة ما بدا إمكانيات، بدا قرار.
شتورة اليوم مش بس عم تعالج أزمة… هي عم تكتب سطر جديد بصفحات العلاقة بين الإنسان والكائنات الأضعف، سطر عنوانه “الوعي بيبدأ من هون”.