خاص لبنان والعالم

رحيل الصديق الشاب أحمد غنّام… خسارة موجعة لصوتٍ ما ارتجف يومًا

رحيل الصديق الشاب أحمد غنّام… خسارة موجعة لصوتٍ ما ارتجف يومًا

 

بيروت في لحظة موجعة اختلطت فيها المرارة بالحسرة، غاب عن المشهد اللبناني أحد أصوات ثورة 17 تشرين النابضة، الشاب أحمد غنّام، إثر ذبحة صدرية مباغتة. رحيله ليس مجرد خسارة شخصية، بل غياب لرجل حمل وجع وطن بأكمله، وهتف من قلب الوجع بحثًا عن العدالة والكرامة والحرية.

غنّام، ابن منطقة السوال، لم يكن مجرد متظاهر عابر في ساحات التظاهر. كان ركيزة من ركائز الصوت الحر، ووجهًا مألوفًا بين الثائرين، عُرف بابتسامته الواثقة، وصوته الذي كان يعلو دائمًا فوق أصوات القمع والصمت والخوف. آمن أن التغيير حق، وأن الوطن يستحق من يُدافع عنه لا بالصوت فقط، بل بالفعل والموقف.

وما يجهله كثيرون، أن أحمد كان أيضًا من المتطوعين لنقل صوت الحراك من الميدان إلى المنصات الإعلامية.

كان مؤمنًا برسالة موقع لبنان والعالم، وملتزمًا بإيصال الحقيقة كما هي، دون تزييف أو تردد. عرض خدماته مرارًا لنقل الأخبار وتوثيق المشهد من قلب الشارع، لا طلبًا لشهرة أو تقدير، بل انطلاقًا من إيمانه العميق بأن الإعلام الحر شريكٌ أساسي في التغيير.

 

 

في زمنٍ تتآكل فيه الأحلام، ظلّ أحمد وفيًا لقيمه، رافضًا الاستسلام، مؤمنًا بأن الأمل ممكن رغم انسداد الأفق.

واليوم، ومع رحيله المفاجئ، يخسر لبنان شابًا آمن بالوطن حتى النفس الأخير، ويدقّ ناقوس الخطر من جديد: فالوطن ينزف شبابه، واحدًا تلو الآخر.

ترجّل أحمد بهدوء، لكنه ترك خلفه أثرًا لا يُمحى، وذاكرة مثقلة بالمواقف والصرخات التي لن تُنسى. سيبقى في وجدان رفاقه وأحبّته رمزًا لنقاء الالتزام وصدق القضية.

وداعًا يا أحمد… يا من أنشدت الحرية في زمنٍ عزّ فيه الغناء. رحلت جسدًا، وبقيت فينا روحًا لا تموت.

إقرأ أيضاً

اليوم العالمي لحرية الصحافة: باسم الحقيقة نكتب، وبها نقاوم… وسـ ـلاحنا الكلمة

زر الذهاب إلى الأعلى