عشرة أيام للتشكيل وإلا البحث عن بديل!!

مُعزّزا بدعم داخلي ذي ثقل مثبت، يحاول رئيس مجلس النواب نبيه بري مرّة أخيرة في الملفّ الحكومي مركّزا جهوده، كما بات معلوما، على تسوية إشكالية وزارتي الداخلية والعدل. فبعدما طوت الأحداث إتهام رئيس الجمهورية بالسعي الى الثلث المعطّل في الحكومة بالنيابة عن التيار الوطني الحرّ، وتأكيد التيار مرارا أن لا معنى لهكذا ثلث في حكومة إختصاصيين غير حزبيين، تبقى معضلة من سيسمّي وزيري الداخلية والعدل المسيحيَّين إشكالية أخيرة لأن اختيارهما من أحد الطرفين منفردا، قد يعطي الأوّل ثلثا معطّلا مخفيّا والثاني نصفا زائدا واحدا مخفيا أيضا.
وفي معلومات لموقع “ليبانون فايلز” من مصادر معنيّة بعملية التشكيل فإنّ مهلة عشرة أيام تفصل عن تبيان الخيط الأبيض من الأسود في محاولة بري الأخيرة، فإمّا تتشكّل الحكومة أو ينطلق البحث جديا في اسم بديل عن الرئيس سعد الحريري. وفيما تؤّكد مصادر التيار الوطني الحرّ أنّ ما يسهّل التشكيل هو اعتماد الورقة المنهجية التي تقدّم بها رئيس الجمهورية والتي تبيّن الحقائب فالمذاهب ومن ثم الجهة التي سمّت وأخيرا الأسماء، تشير إلى أنّ مسعى الرئيس بري انطلق من إيجابية كلمة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في جلسة مناقشة الرسالة الرئاسية الى البرلمان التي أكّد فيها انّ الهدف ليس ان يعتذر الرئيس الحريري، بل أن يشكّل الحكومة على أسس واضحة تنطلق من المنهجية المعروفة التي من شأنها تحديدا أن تدفع نحو التشكيل السريع.
هو حبس أنفاس بانتظار نتائج المساعي التي تجري في الكواليس، والتي يطرح الرئيس بري فيها أن يقترح رئيس الجمهورية سلّة أسماء لوزارة الداخلية يختار الحريري من بينها، وأن يقدّم الرئيس المكلّف سلّة أسماء لوزارة العدل يختار الرئيس عون من بينها، بحيث يكون هذان الوزيران غير محسوبين على جهة بعينها، وبالتالي تصويتهما في مجلس الوزراء لن يكون محسوما لمصلحة جهة من دون أخرى.
هذا المسعى الأخير المحكوم بسقف زمني محدّد، سيكون كفيلا في حال وصل الى خواتيمه بتمرير تسوية داخلية جديدة تطلق مسار الإنقاذ المُنتظر داخليا وخارجيا، في وقت تتمخّض في المنطقة التسويات الكبرى على أكثر من صعيد. والبارز ما أعلنه الرئيس الإيراني حسن روحاني في الساعات الماضية من توافق على رفع العقوبات الرئيسية عن ايران، في مؤشّر الى إيجابية متصاعدة من مباحثات فيينا.
وبحسب متابعين، فإنّ من الواضح أنّ مسار الأمور في الإقليم لا يخدم فريق الرئيس المكلّف الذي إن إنتظر أكثر لن تأتي نتائج الحوارات الجارية على مستوى المنطقة لمصلحته، ولا سيما التقارب السعودي- السوري الجاري على قدم وساق، كما الحوار السعودي مع إيران. من هنا يرى المتابعون ان على الحريري أن يتلقّف بإيجابية المساعي الجارية راهنا من أجل تمرير تأليف الحكومة. ولا يغفل عن بال هؤلاء الإشارة الى اللقاء الذي جمع النائب فيصل كرامي بسفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري وكانت أجواؤه إيجابية كما أكّد الطرفان. وقد علم “ليبانون فايلز” أنّ اللقاء كان قد سبقه بادرة سعودية باتجاه كرامي، أُريد منها أن تكون إشارة ود معبّرة