مطار الحزب.. أمر واقع أم حرب نفسية ضد إسرائيل؟

مطار الحزب.. أمر واقع أم حرب نفسية ضد إسرائيل؟
أثارت التهديدات الإسرائيلية بعد كشفها لصور مطار تدعي أنه لـ”الحزب”، ضجة كبيرة، لما يمثله من نقلة نوعية في أنشطة. الحزب العسكرية من جهة، فضلاً عن الخطر الذي يمثله على الاحتلال والتداعيات التي قد يحملها هذا التطور على البلاد من. جهة أخرى.
ما حقيقة مطار الحزب؟
كشف وزير الدفاع الإسرائيلي “يوآف غالانت”، في 11 أيلول، عن صور زعم أنها لمطار بنته إيران من خلال الحزب في الجنوب. لمهاجمة إسرائيل، يبعد 20 كيلومتراً عن الحدود.
واستعرض غالانت صوراً جوية تُظهر رفع العلم الإيراني في المنشأة المرصودة. إلى جانب علم الحزب. وأشار إلى أن المطار قد. يُستخدم لطائرات متوسطة الحجم أو لمسيّرات، محذراً من أن إيران تخطط لعمل ضد الإسرائيليين.
ولكن لا تأكيدات بعد حول هذا المطار ولا معلومات محلية، سواء كان لالحزب أم للدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية. وبينما. احتفى. أنصار الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي بامتلاك “مطار”، عبّر لبنانيون عن مخاوفهم بشأن سبب إنشاء الحزب. لهذا المطار، وتساءلوا عن تأثيره على أمن البلاد.
وأعاد مناصرو الحزب نشر فيديو لخطاب الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، يقول فيه في الذكرى 17 لحرب تموز 2006: “نحن. نضع خيمة في مزارع شبعا في أرضنا اللبنانية، إن شاء الله بدنا نعمر خيمة أو برج أو مطار، لو الإسرائيلي الذي كان ما يزال الإسرائيلي تبع أيام زمان ولبنان ما زال لبنان زمان، كان بكل بساطة يضرب الخيمة”.
وفيما التزمت الحكومة اللبنانية الصمت حول الادعاءات الإسرائيلية، رفض “الحزب” التعليق، قالت النائبة غادة أيوب، إن. “المنطقة تحت سيطرة الحزب، ولا يستطيع أحد الاقتراب منها”.
“مطار جبور” منطقة عسكرية
وفق الصور الجوية التي عرضها وزير الدفاع الإسرائيلي، فإن المطار يقع بمحاذاة بحيرة اصطناعية في جنوب لبنان، تسمى. محلياً “بركة جبور”، تقع ضمن قضاء جزين، بين بلدات ميدون وكفرحونة ومزرعة داريا.
ويقع المطار المزعوم في منطقة جبلية على ارتفاع ما بين 1000 و1200 متر فوق سطح البحر، ضمن جبل الريحان، المحاذي. لإقليم التفاح غربا، وحدود البقاع الغربي شرقاً.
وبحسب تقارير صحفية محلية، فإن المنطقة المذكورة أعلنتها إسرائيل منطقة عسكرية حين احتلت الجنوب اللبناني (1982 – 2000) ولم تسمح لأحد بالدخول إليها، لأنها كانت نقطة تقاطع ثلاث محافظات (الجنوب، والنبطية، والبقاع). وبعد انسحاب. إسرائيل من المنطقة في عام 2000، أعلنها الحزب أيضاً “منطقة عسكرية”.
والحزب، أجرى في 21 أيار الماضي، مناورة عسكرية في بلدة عرمتى، على بعد نحو 4 كيلومترات من “مطار جبور”، حيث دعا. الحزب وسائل الإعلام المحلية والدولية، لتغطية المناورة.
وقالت النائبة غادة أيوب في حديث لوكالة الاناضول، إنهم علموا عبر وسائل الإعلام، بعد التصريحات الإسرائيلية، أنه “يتم بناء. قاعدة جوية في المنطقة، خاصة أن المنطقة المعنية لا يمكن الدخول إليها”.
وأوضحت أيوب أن “المنطقة يسيطر عليها الحزب، ويحظر على أي شخص الاقتراب منها أو الذهاب إليها، لذلك لا نعرف ما. يحصل في تلك المنطقة”. وأردفت: “هناك شيء واحد نعرفه فقط؛ إنها المنطقة العسكرية لالحزب”.
ولفتت إلى أنه “بعد المعلومات المتداولة عن وجود مطار عسكري تابع لإيران، بات الموضوع مرتبطاً بالسيادة اللبنانية، وعلى. الحكومة والأجهزة الأمنية أن ترد رسمياً على الادعاءات، لأنها وفي حال صحّت تؤدي إلى مخاطر أمنية وعسكرية كبيرة”.
وحول ملكية الأراضي التي يقع عليها المطار المزعوم، قالت أيوب: “جميع الأراضي هناك تعود ملكيتها لمواطنين من أبناء البلدة. والقرى المجاورة (ذات غالبية مسيحية) إضافة إلى أن هناك أراضي تابعة للكنيسة الكاثوليكية”. من جهتها، ذكرت صحيفة النهار، في تقرير نشر عام 2015، أن كنيسة مزرعة داريا الواقعة في المنطقة التي أشارت إليها أيوب، مهجورة، وأن السبب في ذلك هو أن الكنيسة تقع في المنطقة العسكرية التابعة لالحزب.
هل تكون مجرد حرب نفسية من قِبَل الحزب؟
لدى سؤال الأناضول، المكتب الإعلامي لالحزب في بيروت، حول الادعاءات الإسرائيلية عن إنشاء مطار بالقرب من الحدود في منطقة “بركة جبور”، قال: “لن نعلق على هذا الموضوع”، و”لا يمكن لأحد زيارة المنطقة”.
وفي هذا الإطار، قال الباحث في الشؤون العسكرية العميد المتقاعد ناجي ملاعب: “الحديث الإسرائيلي عن مطار عسكري بهذا الحجم، ووجود أعلام لالحزب وإيران، في منطقة تبعد 20 كلم عن الحدود الدولية غير منطقي”.
ويرى ملاعب أن “وزير الدفاع الإسرائيلي يضخم الموضوع لغايات داخلية، خاصة أن حكومته اليمينية تمر بأزمة، لذلك يريد توجيه الأنظار إلى عدو خارجي”.
وأوضح أنه “بحسب العلم العسكري لا يعني أنه مطار عسكري يستخدم لإقلاع وهبوط الطائرات متوسطة الحجم، كما ادعى وزير الدفاع الإسرائيلي”.
ولفت إلى أنه “يمكن لالحزب أن يستخدمه للطائرات المسيرة ذات الأجنحة الثابتة، ولكنه ليس بحاجة لأن يكون لديه مطار في لبنان، وخاصة أنه متواجد في سوريا، وجميع المطارات هناك في تصرف الحرس الثوري الإيراني”. وشدد على أن “الحزب يستخدمها كحرب نفسية على العدو الإسرائيلي، وثانياً لرفع معنويات عناصره وجمهوره”.
وتساءل ملاعب: “ما نفع المطار العسكري والسيطرة الجوية ليست بيد الحزب، وإنما بيد إسرائيل، ونحن نرى كيف تقصف مطارات سوريا!”. وقال: “هي مجرد مباهاة من قبل الحزب، وإفهام جمهوره مدى ضعف إسرائيل أنها لن توجه ضربة له أسوة بالخيمة، التي أنشأها ولم تستطِع إزالتها”.
وفي 21 حزيران الماضي، قالت قناة “كان” الإسرائيلية، إن قوة من الحزب، “اجتاحت أراضي دولة إسرائيل السيادية، في قطاع جبل دوف (مزارع شبعا المحتلة)، وأقامت موقعاً عسكرياً مسلحاً هناك (عبارة عن خيمتين أزيلت إحداهما فيما بعد)”. وأضاف: “هذا الموضوع ليس ذا قيمة، وإسرائيل يمكن أن تستخدمه ذريعة لضربه، ومن ثم تستخدمه في الداخل لإنقاذ وضع حكومة تل أبيب المتأزمة”.
اقرأ أيضا
مطار الحزب: أنفاق وهنغارات وسماع تفجيرات؟!