اخبار لبنان ??سياسة

ريكاردو الشدياق: “الحقوق” إختراعٌ خرب المسيحيين وأدخلهم في مزادٍ علنيّ!!!

كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv:


“-مين اخترع حقوق المسيحيين؟
-مش أنا.
فقال الثالث: “لاي عم تظلمه بركي مش هوّي؟”.


هي أصلاً “نكتة” لبنانيّة قديمة عن الكهرباء، لكنّها أكثر ما يصحّ قوله عن مقولة “حقوق المسيحيين” التي تغيب طويلاً، ثمّ يتمّ رميَها للإستثمار والإستغلال والمزايدة وإيقاظ الغرائز.


إلاّ أنّ هذه الغرائز لن تستيقظ بعد اليوم على طريقة مَن يُريد افتعالها، وعلى يده، لأنّ من حسنات زمن الإنهيار الذي نعيشه أنّه فتح عيون المسيحيين، والحمد لله أخيراً، على “تجاريّة” وخلفيّات العقول التي تعمد إلى إثارتها حيناً، ونبذها لصالح شعارات نقيضة أحياناً أخرى، أشبه بمَن يتلاعب بسعر صرف الدولار في السوق السوداء.


إنّها الحقيقة المُرّة. الشارع المسيحي أصبح سوقاً سوداء بمعناها الكامل. يحتدم تأليف حكومة بين الرئيس المكُلّف وفريق مسيحي، فيتمّ إنزال اختراع “الحقوق” عن الرفّ كي يُصبح معركةً لا تنتهي بانتصار أحد، ولا تأتي بحقّ، ولا تحقّق مناصفةً ولا توازناً عند ولادة حكومة، عندما يجلس الجميع على طاولتها، فـ”تشتعل” بين فريق مسيحيّ وآخر سُنّي أو شيعي، أو بين رئيس الحكومة وفريق مسيحيّ.


كَرّة مستمرّة منذ 15 عاماً، والنتيجة؟ الوسط المسيحي سوق بيع وشراء، وأشبه بمزادٍ علنيّ، في الوزارات والإدارات و”الصالونات”، وعلى مائدة غداء هذا وعشاء ذاك.


أمّا الواقع، فهو أنّ أحداً لم “ينتش” حقّ المسيحيّ وحضوره في الدولة منه، كما أنّ أحداً لم “ينتش” حقّ المُسلم منه، إنّما لكلّ مرحلة “تجّارها” ومتنازليها ومَن يُسلّمون “رقابهم” إلى مشاريع غير مسيحيّة، وغير لبنانيّة، كي يضمنوا لأنفسهم مكاناً متمدّداً في السلطة.


وفي وقت يغلي الحديث بين رؤساء الطوائف حول تغيير النظام ووضع أسس حديثة، هل استرجعت “جماعة الحقوق” أملاك الكنيسة في لاسا وافقا وغيرهما بدل تسوية الملف لإسكات التوتر العالي فقط؟ وهل عوّض المسيحيون، الذين ينادون بالحقوق، وتحديداً الموارنة، فراغ السنتين ونصف السّنة في موقع رئاسة الجمهوريّة؟ وماذا عن الآثار الديمغرافيّة والسياسيّة لمراسيم التجنيس؟ وأين وُضعت خطّة تضمن عدم هجرة المسيحيين؟


ولمَن ينشد هذه “الحقوق” حتّى اليوم، مَن عوّض الخسارة المسيحيّة الكبرى التي مُنِيَ بها ضحايا انفجار العصر في مرفأ بيروت؟


ما فعله بعض المسيحيين بأنفسهم أسوأ ممّا فعلته الإحتلالات والوصايات بهم، وإذا راجعنا التاريخ نتيقّن أنّ السُنّي والشيعيّ والدرزي كانوا أحرص على الحقوق من بعض المسيحيين الذين نصّبوا أنفسهم “بطاركة” أكثر من البطريرك.

زر الذهاب إلى الأعلى