كيف تنبأ المايا بكسوف الشمس قبل 1500 سنة؟

كشفت دراسة حديثة عن أن علماء حضارة المايا في أمريكا الوسطى لم يتركوا نصوصا طقسية فحسب، بل صمموا جدولا فلكيا دقيقا للتنبؤ بكسوف الشمس، من الممكن اليوم إعادة فهم منطق تصميمه خطوة بخطوة.
وتعيد الدراسة -التي نشرت في مجلة “ساينس أدفانسز” يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري- قراءة “جدول الكسوف” في مخطوطة درسدن الشهيرة، أحد أندر الكتب الباقية المنسوبة إلى حضارة المايا، وتخلص إلى أنه أعد بعقلية حسابية منظمة وليس كقائمة رمزية غامضة، وبذلك يكون أشبه بآلة حاسبة تتنبأ بمواعيد الكسوف.
مخطوطة خاصة
وتمثل المخطوطة كتابا مطويا على هيئة أكورديون من لحاء شجر (ورق الأمات)، محفوظ اليوم في مكتبة ولاية سكسونيا، بجامعة دريسدن، يتألف من 39 لوحًا (78 صفحة) بطول إجمالي يقارب 3.56 أمتار عند فرده.
تشير الدراسة إلى أن الجدول يضم تسلسلات زمنية لمواعيد المحاق (القمر الجديد الذي يتزامن مع وجود الشمس في الموضع نفسه) صممت لتحديد نوافذ يصبح فيها وقوع الكسوف الشمسي أكثر احتمالا.
وعلى امتداد 405 أشهر قمرية، يعرض الجدول 69 تاريخا للمحاق، خصص 55 منها للتنبؤ بحالات كسوف الشمس، في حين أدرج 14 تاريخا مصطنعا للحفاظ على البنية الحسابية الدقيقة للجدول.