
الحرب في أوكرانيا.. المأزق يزداد تعقيدا
مع دخول الحرب في أوكرانيا شهرها السابع عشر. يبدو الروس والأوكران عالقين على طرفي تبادل مميت للهجوم والدفاع. من دون بوادر نصر قريب لأي منهما. كما يشير تقرير كتبه أربعة من صحفيي نيويورك تايمز في أوكرانيا.
يقول مراسلو الصحيفة إنه فيما لم تعد المدفعية الروسية تمنح قوات الكرملين ميزة واضحة. كما كان الأمر في بداية القتال. فإن القوات الأوكرانية تكافح من جانبها. لاختراق الدفاعات الروسية القوية. وتعبر ببطء كيلومترات مربعة كثيرة من حقول الألغام.
وكلما اقترب الطرفان من بعضهما. يزداد “المأزق” تعقيدا. يشير التقرير.
وحتى المكاسب المحلية التي يحققها الطرفان هنا وهناك. تأتي بتكاليف ضخمة من الخسائر البشرية والمادية.
ونقل الصحفيون عن قائد أوكراني. لم يذكر اسمه. إنه “خسر جنودا بقدر عدد فصيله مرتين”. منذ بدء الهجوم الأوكراني.
تحدي التحول من الدفاع إلى الهجوم
أحرزت أوكرانيا كثيرا من الانتصارات الميدانية خلال معاركها الدفاعية. وأثبت جنودها أنهم استطاعوا تحييد القوة الروسية الضخمة التي هاجمت خطوطهم بلا هوادة، لكن مع التحول الأوكراني نحو الهجوم، يشير تقرير نيويورك تايمز إلى مشاكل “دائمية” وطويلة الأمد يعاني منها الأوكرانيون.
ويقول التقرير إن التحسن في قدرات أوكرانيا على التنسيق بين خطوط هجومها المختلفة تحسن، لكن “بشكل هامشي”.
وفيما ينجح الأوكرانيون بصعوبة في طرد الروس من خنادقهم الدفاعية، فإن الخسائر الهائلة تعني غالبا إن قوات كييف ستدافع عن هذه الخنادق بجنود أقل خبرة، مما يعني أن الخنادق يمكن أن تعود إلى الروس بسرعة.
ويعاني الأوكرانيون، أيضا، نقصا في الذخيرة، وأن تنوع بلاد المنشأ للقذائف يخلق مشكلة الأداء المتباين ونقص الدقة – خاصة بالنسبة للمدفعية – كما أن هناك قذائف وصواريخ قديمة مرسلة لأوكرانيا تنفجر أحيانا عند الإطلاق وتلحق أضرارا بالجنود الأوكرانيين والمعدات الأوكرانية.
وتعيق مشاكل الاتصالات، التي تعتمد على الإنترنت المجهز من أقمار ستارلنك، الكثير من التواصل الحيوي خلال المعارك.
ويقول الصحفيون إن الأوكرانيين يعانون كذلك من مشاكل تتعلق بنقص التمويه، مما يجعل مدرعاتهم عرضة لهجمات الطائرات الروسية بدون طيار.
وقد أجبرت طائرات “الكاميكازي” الانتحارية الروسية أطقم المدفعية والدبابات الأوكرانية على اتخاذ تدابير واسعة النطاق لإخفاء مواقعها.
حتى أن بعض أطقم الدبابات قامت بلحام دروع محلية الصنع بأبراجها في محاولة لإيقاف تلك الطائرات.
وفي ظل كل هذه الصعوبات، يشير التقرير إلى أن “من الصعب جدا” التنبؤ بشكل نهاية هذه الحرب، أو ما إذا كانت ستنتهي في أي وقت قريب.