المحامي الشريف سليمان: غباء الزعامات السياسية اللبنانية في مواجهة الدهاء الإسرائيلي!!
خاص موقع "لبنان والعالم"

كتب المحامي الشريف سليمان في موقع “لبنان والعالم”:
غباء الزعامات السياسية اللبنانية في مواجهة الدهاء الاسرائيلي، جردة حساب مفاوضات ترسيم الحدود البحرية.
ان سألت ابن خمسة عشر عام في لبنان عما علق برأسه من ملف ترسيم الحدود البحرية يجيبك “تخلي لبنان عن الخط ٢٩ لقاء ضمانات بحقل قانا كاملا والتنقيب في كل المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان.
اذا المفاوضات تتضمن ركنين اساسين
أ- التخلي عن الخط ٢٩.
ب- ضمانات بالتنقيب، وكامل حقل قانا.
هذا الطعم الذي رسمه الاسرائيلي وتجرعه المفاوض اللبناني بكل غباء فكيف تسلسلت الاحداث:
-فاوض “الزعماء” اللبنانيون (خط اسود على وجه الزعماء اللبنانيون) العدو الاسرائيلي مباشرة عبر الضابط الاسرائيلي عاموس هوكشتاين وفتحوا له صالونات الشرف السياسية اللبنانية، وقصور الرئاسات الثلاثة، وهم بكل غباء يظنون انهم يفاوضون الاميركي او هكذا يعلنون.
-اخذهم هوكشتاين الى البحر واعادهم عطاشى حين اقنعهم انهم يحققون انتصارا مدويا على اسرائيل، وقد اشتغلت الآلة الاعلامية الاسرائيلية لتظهير هذه الصورة، فخرج البخار من اذنين الزعماء اللبنانيين واندفعوا في المفاوضات دون هوادة ظناً منهم انهم عباقرة زمانهم ومقبلون على انتصار ديبلوماسي مدوي يصرفون مردوده في ترميم شعبيتهم اللبنانية.
-اصر هوكشتاين عليهم بتظهير تخليهم الجدي عن الخط ٢٩ ليكسبوا في المقابل الانتصار التاريخي المزعوم، وهذا التخلي الجدي ليس وفقا لقاعدة ان الخط ٢٩ هو حق للبنان وهو يتخلى عنه تسووياً، بل عبر نسف احقية لبنان بالمطلق بهذا الخط وتدمير الاساس القانوني العلمي له، وهذا ما فعله “الزعماء” (خطين اسودين على وجه الزعماء).
– عندما ثبت هوكشتاين ضرب الاساس القانوني للخط ٢٩ وجعله محط منازعة وتنازع واشتباه وارتباك في العقل الجمعي اللبناني، رفض العدو الاسرائيلي المفاوضات برمتها، واعد العدة لحرب لا يقوى لبنان على تحمل تبعاتها.
كذا وعلى شاكلة كل المفاوضات المشؤومة مع العدو الاسرائيلي من كامب ديفيد الى مدريد واوسلو ووادي عربة وشرم الشيخ وغيرها … يعمد الاسرائيلي الى تثبيت اقصى حدود للتنازل من الجهة العربية المقابلة له على انها اقصى حدود التنازل، وعندما يحقق ذلك ينفض المفاوضات ويخرج منها، ثم يفرض معادلات ميدانية او حربية على الارض تفرض العودة مجددا الى التفاوض فيحول سقف التنازل العربي الى منطلق للتفاوض الجديد ويعمد الى تحصيل المزيد من التنازلات.
هكذا خسرنا فلسطين والجولان والعقبة وجزء من سينا، وهكذا اذا استمر الاغبياء اللبنانيون في مفاوضة العدو الاسرائيلي سنخسر بحرنا وبرنا ونفطنا كرامتنا.