تقاريرخاص لبنان والعالم

والمثل يُقال: “قتل القتيل ومشي بجنازتو!!”

خاص "لبنان والعالم"

كتب طارق مروّة في موقع “لبنان والعالم”:

“بيقتل القتيل و بيمشي بجنازتو!!”

لطالما سمعنا هذا المثل الشائع لدى اللبنانيين ويأتي كردة فعلٍ على عملٍ ما يرتكبه أحد الأشخاص والتغاضي عن نتيجته. ولكن بعد جريمة الزرارية هذا الأسبوع، تطبق المثل بالفعل، فقد قتل القتيل و مشي في جنازته!!

منذ عدّة أيام وقعت جريمة في منطقة الزرارية، جنوب لبنان، وذهب ضحيتها الشاب علي مهدي بعدما وُجد جثةً هامدةً في سيارته على طريق النهر وجسده اخترقته عدة طلقات نارية. للوهلة الاولى وبعد أن تسمع فظاعة الخبر، تقول في نفسك، من هو ذلك المجرم والعديم الإنسانية الذي قتله بهذه الطريقة فقط ليسرق منه؟ وتكون متأكدًا أنه يستحيل أن يكون قاتله يعرفه لأن الوحشية لا نتوقعها إلا من الغرباء عنّا وعن دَمِنا. ولكن المفاجأة كانت أن من قتله يكون إبن عمه والذي كان يرافقه في السيارة من بيروت، وكانا يحتسيان القهوة سويًا إلى أن أوقع عليه قهوته وأذاقه مرارة أيامها.

لم يتوقع علي مهدي أن يأتي الغدر من أقرب أقربائه. إنتقلت روحه مصدومة الى أحضان باريها، وعاد حسام القاتل إلى ضيعته وشرب القهوة إحتفالا بنصره الدموي وعاد إلى بيته كأن شيئًا لم يكن!!

في اليوم التالي إستعدت عائلة علي وأصدقاؤه لتوديعه إلى مثواه الأخير، وجاء القاتل ليتأكد أن فريسته ذهبت دون الإفشاء عن سرّه. لقد مشي حسام مع المعزّين وتلقّى التعزية من الناس في مقتل ابن عمه وابن دمّه. بكي حسام بدموع التماسيح ليخفي فرحه في إخفاء جريمته. قتل حسام ابن عمه القتيل ومشي في جنازته.

وكانت المفاجأة لحسام وعائلة حسام وعلي وكل الضيعة.. لم يتسنّ لحسام إكمال يومه في توديع إبن عمه على، وأصبح بقبضة القوى الأمنية عسى روح علي ترتاح في بيان الحقيقة وتحقيق العدالة .

اعترف حسام بجريمته وتلاه اعتراف بجريمة اخرى نفذها راح ضحيتها الصراف المتجول في صيدا، والجريمتان دافعهما الأول والأخير هو المال!! .

حسام أبكى قلوب الكثيرين حرقةً على ضحيتيه وأطفال تيتّمت، والله أعلم إن كان هناك ضحية أخرى على لائحة جرائمه.

بالفعل، يا ليت حكم الإعدام يُنفّذ في بلدنا، علّه يكون رادعًا أقوى لكل من يحاول أن يخطف روحًا ويفضل المال على حياة الآخر .

زر الذهاب إلى الأعلى