سارة حمّود: أنا مدينةٌ لك يا أرواحًا ظُلِمت.. يا وجع بيروت!!

سارة حمّود: أنا مدينةٌ لك يا أرواحًا ظُلِمت.. يا وجع بيروت!!
لا زالت رائحة الموت عالقة في رئتاي…
لا زالت صرخات الجثث تلاحقني في منامي…
لا زالت سوداوية السماء عالقة في نظر عيوني…
“بيروتشيما”: جريمة العصر بطلها سياسيون مجرمون وضحيتها ٢٢٤ قتيل، ٧٠٠٠ جريح، ووطن!!!
كلمات كثيرة تخنقني، تتسابق لتعلو حنجرتي ولكن حزني يكبّل صوتي فتصبح الكلمات صدىً في وجداني…
تخرج دمعة واحدة لتحرق وجنتي من حرارة الحزن. دمعة واحدة لا غير، ودموعي الباقية الحارقة عالقة، لا تعرف طريقها من كثرتها، تتخبط داخلي وتغلي في قلبي وترهق روحي…
نَفَسٌ مكبوت وراحة معدومة مع طوفان أرواحٍ تئن من عدالة ضائعة وتنوح لترحل إلى السلام الأبدي…
كيف لي أن أواجه هذه الأرواح اليوم وأنظر داخلها بعد ثلاث سنوات وأقول، لم أحقق عدالتك يا وجع بيروت؟؟
لا أستطيع… لا أستطيع أن أواجهها وأنا وعدتها وعد الحرّ أنني سأحقق لها العدالة وأكسر قيد ظلمها لتذهب إلى الله بسلام؟؟
أقسمت أنني لن أستكين حتى أسمع صدى مطرقة النزاهة تحكم بالعدل..
ها أنا لم أستكين ولم أتوقف، ولكن رغم ذلك، ضميري ينخر وجداني ويعصر قلبي، لأن وعد الحرّ دين، وأنا مدينة لك يا أرواحًا ظُلمت، يا وجع بيروت…
لن أتنفس الصعداء حتى أنفذ وعدي وأوفي بديني حتى لو كلفني أن أصبح هائمة معكم…
هذا الوعد أثقل روحي وكسر ظهري..
لا تغضبوا مني أرجوكم… فقضائي ملعون لعنة السفهاء وقادتي استبدلوا الضمير بالهوان والإنسانية بالدماء…
ولكن سأبقى وسأستمر، لأنني مؤمنة بأن برائتكم أقوى من ذنوبهم ودمكم أغلى من دمائهم…
٤ آب… لن ننسى… لن نسامح!!
إلى كل المسؤولين، مهما فعلتم، لن تستطيعوا أن تكفّروا عن جرائمكم في وجع الناس وحرمان آخرين من أحبائهم… نقول لكم، ويلكم من عدالة رب السماء بسبب ظلمكم لأهل الأرض، واذهبوا “بغير” سلام، والسلام!!!!