
خاص- طلاب لبنان.. للعمل بدلا من التعلم
في ظل التحديات الاقتصادية العصيبة التي تعصف بلبنان. يستعد الأهالي والطلاب لاستقبال العام الدراسي الجديد وهم يحملون على أكتافهم عبء القلق والتوتر. تكاليف التعليم تتسارع في الارتفاع. مما يجعل الوصول إلى التعليم الجيد بمثابة تحدي للكثير من الأسر.
تشهد الأقساط الدراسية في لبنان زيادات ملحوظة، حيث أظهرت إحصائيات أن هناك زيادة تجاوزت الـ 30% في تكاليف التعليم مقارنة بالعام السابق. هذا الارتفاع الجنوني يجعل الوصول إلى التعليم الجيد أمراً صعباً بشكل متزايد بالنسبة للعديد من الأسر، وخاصةً تلك التي تعاني من ضائقات مالية.
تتزامن هذه الزيادات في تكاليف التعليم مع الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد. ارتفاع أسعار العملات الأجنبية وتدهور سوق العمل يجعل الوضع أكثر صعوبة، حيث يضطر الكثيرون إلى البحث عن فرص عمل إضافية لتوفير التكاليف الإضافية للتعليم.
إلى جانب ارتفاع الأقساط الدراسية، تواجه المدارس في لبنان تحديات أخرى، مثل نقص الموارد والكتب الدراسية، والتحديات التقنية التي تأثر على الدورة التعليمية. هذا يؤثر بشكل كبير على جودة التعليم ويقلل من فرص الطلاب في الحصول على تعليم متميز.
العمل بدل العلم
توازيًا حذّرت مصادر تربوية عبر “لبنان والعالم” من أزمة وصول الطلاب اللبنانيين إلى مقاعد الدراسة. إذ أشارت هذه المصادر إلى أن هناك شبه تراجع وإقبال على تسجيل الطلاب في المدارس، حتى الرسمية منها. حيث أن العديد من الأهل انكفأ عن هذا الأمر، وقرّروا التوجه نحو تأمين “الشتوية” وتأمين المونة. إذ إن أكلاف القرطاسية وما سيستتبعها من أمور أخرى منعتهم من تسجيل أولادهم.
هذا الأمر تؤكّد عليه مديرة إحدى الجمعيات الأهلية لـ” لبنان والعالم”، التي تشير إلى أن قرار عدم إرسال الأطفال إلى المدارس اتخذ فعليًا عند العائلات التي تعيش دون مستوى خط الفقر، وهذا مؤشر خطير لمستقبل التعليم في لبنان، إذّ إن الجمعية تلقت مئات الطلبات التي تهدف إلى تأمين القرطاسية، والثياب المدرسية، إلا أن حجم الطلبات الهائل يمنع الجمعية من القيام بعملها، حيث التمست توازيًا قرار الأهل النهائي بعدم. إرسال أولادهم في حال لم يتم تأمين الأموال اللازمة لهم.
بالتوازي تشير أرقام اليونيسف إلى أن تردي الأوضاع في لبنان دفع. بالعديد من الأهالي إلى أخذ القرار بإرسال أولادهم إلى مصالح العمل، تأمينًا لمستقبلهم على حدّ توضيحهم، وهذا ما. يسهم بتقليل تكاليف العيش والتأمين، والعمل على زيادة مدخول الأسرة.
على خط موازٍ تشير اليونيسف إلى أنه أدّى مرور ما يقارب 4 أعوام. من الأزمات المدمرة المتتالية في لبنان الى سقوط الأطفال في دوامة من الفقر، ما أثّر سلباً على صحتهم ورفاههم وتعليمهم، وأدى الى تدمير أحلامهم وزعزعة العلاقات الأسرية.
ويظهر تقرير اليونيسف، أن نتائج التقدّم الكبير الذي أحرزه لبنان. نحو توفير الحقوق الأساسيّة للأطفال- بما في ذلك حقّهم في الصحّة والتعليم والحماية واللعب والترفيه- تراجعت بشكل كبير وذلك بسبب الأزمة الإقتصادية وتزامنها مع جائحة كوفيد-19.
في موازاة ذلك، يشعر الأطفال بالإحباط، بعدما فقدوا. الثقة في الوالدين لعدم قدرتهما على تلبية إحتياجاتهم الأساسيّة، ما يؤدي بدوره الى زيادة التوترات داخل العائلات. وأصبحت العلاقات التقليدية بين الطفل ووالديه، مع تزايد إرسال الأطفال الى العمل وبطالة الأهل المتمادية، في خطر. العلاقات التقليدية بين الجهتين أصبحت هشّة ومعرضة للدمار.