Uncategorized

غزة “أرض محروقة” تمهيداً للإجتياح

غزة “أرض محروقة” تمهيداً للإجتياح

بدأت الحرب بين إسرائيل والمقاتلين الفلسطينيين تحتدم أكثر فأكثر. بعد استعادة الجيش الإسرائيلي سيطرته على معظم مستوطنات «غلاف غزة». حيث باغتته مجموعات «كتائب القسام» بهجوم مفاجئ السبت. وفرضت القوات الاسرائيلية طوقاً برّياً وبحريّاً محكماً حول القطاع. بالتزامن مع حملة غارات جوّية وحشية مكثّفة حوّلت حياة الغزيين إلى «جحيم» حقيقي. ويبدو أن الدولة العبرية تنتهج بذلك سياسة «الأرض المحروقة» مع استهدافها المُمنهج أيضاً لمراكز القيادة والتحكّم والمواقع. العسكرية للفصائل الفلسطينية، تمهيداً لاجتياح برّي شامل تُريد تل أبيب من خلاله «قصم ظهر» حركة «حماس» و»أخواتها» انتقاماً لصفعة «طوفان الأقصى».

وفيما تغرز إسرائيل «السيوف الحديدية» في صدور الغزاويين. تزداد المخاوف من توسّع رقعة الحرب حال اشتعال الجبهة الشمالية لإسرائيل مع لبنان. خصوصاً بعد «المناوشات» الدموية الحدودية أمس. ووسط التدهور المتسارع في البيئة الأمنية. الإقليمية التي تضع المنطقة برمّتها على شفير حرب شاملة، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن «ما ستُواجهه «حماس» سيكون صعباً ورهيباً»، مؤكداً أنّه «سنُغيّر الشرق الأوسط»، وقال على مسامع مسؤولين من جنوب إسرائيل: «هذه البداية فقط… نحن كلّنا معكم وسنهزمهم بقوّة».

وفي وقت لاحق، جدّد نتنياهو تهديداته بأنّ كلّ مكان يوجد فيه «حماس» سيتحوّل إلى «ساحة دمار»، مطالباً الإسرائيليين بالصبر قبل تحقيق النصر الذي «سيترك صدى للأجيال المقبلة». وإذ تحدّث عن «تعزيز الجبهات الأخرى، شمالاً في مواجهة «ح/ز/ب ا/ل/ل/ه» وفي الضفة الغربية»، حذّر من أن «هناك الكثير من الأخبار الزائفة لإخافتنا، مثل الحديث عن العشرات من الأنفاق إلى داخل إسرائيل، والأنباء عن إبلاغ المخابرات المصرية لنا بهجوم «حماس» مسبقاً»، مشدّداً على أنّه «في النهاية الأعداء سيُدركون أن ما فعلوه كان خطأً فادحاً». وتوجّه بالشكر للرئيس الأميركي جو بايدن، والمجتمع الدولي، بسبب «الدعم غير المسبوق» لإسرائيل، ودعا المعارضة إلى تشكيل «حكومة وحدة وطنية بشكل فوري ومن دون شروط مسبقة».

أميركيّاً، أوضح منسّق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن «إيران متواطئة بهجوم «حماس»، لكن لا يوجد دليل مباشر»، في وقت حذّر فيه مسؤول رفيع في البنتاغون من أن «إعادة تموضع القوات هو بمثابة إشارة ردع إلى إيران و»ح/ز/ب ا/ل/ل/ه» وكلّ من يفكّر في استغلال الوضع الحالي لتصعيد الصراع»، معرباً عن «قلق بالغ إزاء (احتمال) اتّخاذ «ح/ز/ب ا/ل/ل/ه» القرار الخاطئ باختياره فتح جبهة ثانية في هذا النزاع». بالتوازي، كشف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أنه ناقش مع المسؤولين الإسرائيليين «الخطوات التالية»، مؤكداً أن واشنطن «تعمل مع الشركاء الإقليميين لتحذير أي طرف من الاستفادة من الوضع».

وفي غزة، شنّ الجيش الإسرائيلي مئات الغارات الجوية ودمّر العديد من المباني، ما رفع عدد ضحايا القصف إلى 687 شخصاً. وإصابة أكثر من 3000 آخرين، بينما هدّدت «حماس» بـ»إعدام الرهائن المدنيين» لديها في حال استمرار القصف العنيف. وأعلن الناطق باسم «كتائب القسام» أبو عبيدة أن «كلّ استهداف لشعبنا من دون سابق إنذار سنُقابله بإعدام رهينة من. المدنيين»، معتبراً أن «العدوّ لا يفهم لغة الإنسانية والأخلاق، وسنُخاطبه باللغة التي يعرفها».

وفي السياق، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف «العدوان الإسرائيلي المتواصل. على الشعب الفلسطيني»، معتبراً أن «على الأمم المتحدة القيام بواجباتها لمنع حدوث كارثة إنسانية في غزة وتوفير. الحماية للسكان»، في حين أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن لديه تقارير عن قصف إسرائيل مرافق. صحية وأبراجاً سكنية ومسجداً في القطاع، داعياً إلى وقف الهجمات وإطلاق سراح جميع الرهائن والمعتقلين.

 

وفي الداخل الإسرائيلي، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنّ هجمات «حماس» أوقعت 900 قتيل إسرائيلي على الأقلّ، بينما. أعلن المكتب الإعلامي للحكومة الإسرائيلية أن أكثر من 800 إسرائيلي قُتلوا. وأكدت واشنطن مقتل 11 مواطناً أميركيّاً.

ديبلوماسيّاً، بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيسين. الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي، الأوضاع الخطرة في غزة ومحيطها. وذكر الديوان الملكي الأردني. أن بن سلمان أجرى اتصالاً بعبدالله الثاني، تمّ خلاله التأكيد على ضرورة تكثيف التنسيق العربي، وتوحيد الجهود لوقف التصعيد، وتفادي تبعاته على المنطقة كلّها، فيما قدّم عباس جزيل الشكر للسعودية مقدّراً عالياً مواقفها الثابتة، والجهود التي تبذلها لدعم الشعب الفلسطيني وقضيّته العادلة، بحسب «وفا».

كما أوضحت الرئاسة المصرية أن بن سلمان والسيسي تباحثا حول «مستجدّات التصعيد الجاري بين الجانبَين الفلسطيني والإسرائيلي، وما يشكّله من خطورة كبيرة على حياة المدنيين، وتهديد استقرار المنطقة»، موضحةً أنه «تمّ التشديد على أهمية ضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة، وتغليب صوت العقل ومسار التهدئة، منعاً لتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية وخروجها عن السيطرة». وذكرت جامعة الدول العربية أن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في القاهرة غداً لبحث سبل «وقف العدوان الإسرائيلي» على قطاع غزة.

 

اقرأ أيضا

لا يمكن لإقتصاد لبنان تحمّل تبعات أي حرب

زر الذهاب إلى الأعلى