رسالة فرنسيّة “غير ديبلوماسيّة” للبنان… وتحذير

رسالة فرنسيّة “غير ديبلوماسيّة” للبنان… وتحذير
فيما يستعد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي للدعوة إلى جلسة للحكومة للبحث في عدد من البنود، يتواصل «الحج» الديبلوماسي الى بيروت، حيث اجرت وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا جولة محادثات مع كبار المسؤولين، مستبقة نظيرها التركي هاكان فيدان الذي يصل اليوم. واكّدت كولونا من قصر الصنوبر، بعد لقاءات شملت ميقاتي وبري وقائد الجيش، أنها توجّهت إلى «تل أيب» والقاهرة وبيروت، لأن الوضع مقلق وخطر، وقالت: «أناشد من بيروت تحمّل المسؤولية والسيطرة على الوضع»، ورأت أنه «على المسؤولين اللبنانيين أن يلعبوا دورهم في منع جرّ لبنان إلى الأحداث الإقليمية، وفرنسا تقارب ما يحصل بجدية تامة، ولن توفر جهداً لترميم مسار السلام».
من جهته، اكد ميقاتي «أن الحكومة تواصل اتصالاتها داخليا وخارجيا لابقاء الوضع هادئا في الداخل اللبناني قدر المستطاع، وابعاد لبنان عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة». وشدد على ان» الاتصالات تتم بعيدا من الاثارة الاعلامية حرصا على نجاحها ولعدم اثارة الهلع عند الناس». معتبرا أن «الاتهامات التي توجّه الى الحكومة بالتقصير هي اتهامات سياسية للتحامل ولا أساس لها على ارض الواقع». وخلال لقاءاته في السراي قال ميقاتي «هناك وحدة لبنانية كاملة تضامنا مع فلسطين، لكن لا مصلحة لاحد بالقيام بمغامرة فتح جبهة من جنوب لبنان، لان اللبنانيين غير قادرين على التحمّل». وقال: «لبنان في عين العاصفة، والمنطقة ككل في وضع صعب ولا يمكن لاحد أن يتكهن بما قد يحصل. الامور تقارب وفق تغير الساعة وتتابع الاحداث، ولا أحد يمكنه توقع اي شيء. لكن الاكيد أن اسرائيل تسعى الى مضاعفة استفزازاتها». وقال «البعض يسأل عمن بيده قرار الحرب والسلم، وفي الظروف الراهنة نحن نعمل للسلام، اما قرار الحرب فهو بيد اسرائيل».
وكان رئيس مجلس النواب نبيه برّي اعتبر أن «المشروع الإسرائيلي. الذي ينفّذ اليوم ليس قضاءً على القضية الفلسطينية. بل سقوط للأمن القومي العربي ومشروع. تجزئة للمنطقة بأسرها إلى دويلات طائفية متناحرة». وفي الاجتماع الطارئ لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لفت برّي إلى أن «الدفاع عن فلسطين مسؤولية الأمّة جمعاء». ودعا برّي اتحاد المجالس إلى «مطالبة الدول الأعضاء في المنظمة التي تقيم اتفاقيات مع إسرائيل إلغاء هذه الاتفاقيات فوراً أو تجميد العمل بها، والمسارعة إلى تشكيل وفود حكومية تتحرّك وتتوزّع على كافة عواصم القرار في العالم لوقف حرب الإبادة على قطاع غزّة.
الرسالة التي نقلتها أمس وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا. إلى بيروت وأبلغتها الى المسؤولين نصت على الآتي: »ابذلوا ما في وسعكم لتفادي. إنزلاق لبنان في دوامة الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة «ح/م/ا/س»، إنها مسؤوليتكم للحؤول. دون انجرار لبنان في دوامة لن يتمكن من الخروج منها».
موقف كولونا بدا بعيداً من «اللغة الديبلوماسية». على حدّ وصف أوساط قريبة من مرجع كبير. وهي قالت لـ»نداء الوطن» إنّ. كولونا «لم تأتِ الى لبنان كي تستمع الى مضيفيها. وإنما جاءت برسالة حازمة لتحذّر من انزلاق لبنان الى الحرب الدائرة في غزة».