وائل همّام: ١٣ نيسان، ذكرى الحرب الأهلية… كذبة!!!!!!

كتب المحامي والناشط الاستاذ وائل همّام في موقع “لبنان والعالم“:
الذكرى بالمفهوم العلمي والمنطقي هي حالة استذكار حادثة وقعت وانتهت قبل زمن، في حال كانت جميلة، لتخليدها او لضمان عدم نسيانها، وفي حال كانت مؤلمة وخاطئة، للتعلم منها كي لا تتكرر.
اللبنانيين اليوم يحتفلون بذكرى الحرب اللبنانية، الحرب التي دمرت الوطن، وقتلت وشردت اللبنانيين جميعاً دون استثناء، حرب اتسمت بطابع الاهلية الدينية والمذهبية في جزء منها، ولكن السؤال الجوهري هل انتهت فعليا الحرب الاهلية؟
هل مفهوم الذكرى اعلاه ينطبق على واقعنا الحالي كي نحتفل بذكرى الحرب؟
لا يا سادة،
ان من كان امير حرب او رئيس محور في الحرب، ويحمل في رقبته دماء آلاف الشهداء الابرياء لا اهلية له لتبوء أي منصب في الدولة،
ان من نصب نفسه زعيما وطنياً بعد ان دمر الوطن لغايات سياسية شخصية لا اهلية له لاصدار توجيهات فيما يتعلق بامور الدولة،
ان من نصب نفسه زعيماً وطنيا على دماء شهداء ابرياء، ومنح نفسه عفواً شاملاً عن جرائمه خلال الحرب لا يوئتمن على مصير وطن
ان من قتل وسرق ونهب وارتمى في حضن الخارج لا يؤتمن على اموال وطن، فمن باع الوطن مرة، يبيعها كل مرة،
وعلى قول المثل،” مين جرب المجرب، بكون عقلو مخرب”
لا يا سادة،
الحرب اللبنانية لم تنته كي نحتفل بذكراها، لم تنته الحرب لأن زعمائها مازالو يحكمون،
لم تنته الحرب لان امراء الحرب منذ اتفاق الطائف لغاية اليوم قد امعنوا في تدمير الوطن، حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه، وما زالو يتحاصصون باسم الدين والطائفة والمذهب،
ما زالوا حتى اليوم يحملون شعارات الحرب نفسها، الدين، والطائفة والمذهب،
لا يا سادة،
الحرب اللبنانية لم تنته، ولن تنتهي بوجود امرائها في الحكم،
صحيح اننا لم نعد نسمع صوت المدفع، ولا صوت الرصاص ولا صوت العبوات،
الا ان انين المواطنين ما زال يسمع في كل زوايا الوطن،
الحرب بدلت وجهها ولكنها لم تنته،
فلا مجال لإحياء ذكراها لاننا نعيشها كل يوم، وسنعيشها كل يوم لحين رحيل هذه المنظومة المجرمة والفاسدة،
منظومة الحرب لا يمكن باي شكل من الاشكال بناء وطن، فهي منظومة تدمير ممنهج للوطن،
استفيقوا من الكذبة، فلا يوجد ذكرى اسمها ١٣ نيسان، بل هناك واقع اسمه ١٣ نيسان.