متى يُجيب برّي على الورقة الفرنسيّة؟ إليكم ما قاله

متى يُجيب برّي على الورقة الفرنسيّة؟ إليكم ما قاله
كتب محمد شقير في “الشرق الأوسط”:
أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري أنه سيجيب، الجمعة أوالسبت، على الورقة الفرنسية التي تسلمها من سفارة فرنسا لدى لبنان. وقال إنها تضمنت نقاطاً مقبولة وأخرى غير مقبولة لا بد من تعديلها. مفضلاً عدم الدخول في التفاصيل كونها متروكة للنقاش وتخضع للأخذ والرد. و«من غير الجائز التداول فيها إعلامياً قبل الوقوف على رد فعل الجانب الفرنسي ومدى استعداده للتجاوب مع الملاحظات التي سنوردها في ردنا على الورقة بنسختها الثانية. التي كُتبت باللغة الإنجليزية بدلاً من الفرنسية، وهذا ما شكّل مفاجأة لنا».
ولفت بري إلى أن وقف النار في غزة ينسحب تلقائياً على جنوب لبنان. وحذّر من تمادي إسـ ـرائيل في تدميرها الممنهج للبلدات والقرى الأمامية الواقعة على الخط الأول المتاخم للحدود مع إسـ ـرائيل.
كما وقال إنها تمعن في تدميرها أسوةً بما يصيب غزة اليوم، بغية تحويلها إلى أرض محروقة خالية من سكانها.
وذلك في محاولة مكشوفة لتحريض البيئة الحاضنة للمقاومة على المقاومين الذين يتصدون للاحتـ. ـلال الإسرائيلي الذي يُمعن في خرقه للقرار الدولي 1701.
مواجهة سياسة الأرض المحروقة
وكشف الرئيس بري عن أن تدمير إسرائيل القرى والبلدات الأمامية يتلازم مع استخدامها القنابل الفسفورية المحرّمة دولياً لتحويل أراضي تلك القرى، ولسنوات عدة. إلى مناطق لا تصلح للزراعة.
كما وأكد أنه يولي اهتمامه بما تُقدم عليه إسرائيل، ويتصدّر لقاءاته بالموفدين الدوليين الذين يتهافتون على زيارة لبنان.
وذلك في محاولة لإعادة الهدوء إلى الجنوب، مشدداً على وضع حد لتماديها في تحويل المناطق الحدودية إلى أرض محروقة بكل ما للكلمة من معنى.
تواصُل مع «حـ. ـزب الله»
ومع استعداد الرئيس بري للإجابة على الورقة الفرنسية التي تتقاطع في معظم بنودها مع الورقة الأميركية التي سبق للوسيط الأميركي آموس هوكستين. أن طرحها في تنقلاته المكوكية بين بيروت وتل أبيب.
وذلك لمنع الأخيرة من توسعة الحرب الدائرة في غزة لتشمل جنوب لبنان. علمت مصادر أنه، من موقعه التفاوضي مع وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه. ومن قبله هوكستين، وبالإنابة عن حليفه «حـ. ـزب الله». بالإضافة إلى تسليم من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. لم ينقطع عن التواصل معهما عبر معاونه السياسي النائب علي حسن خليل. الذي يعقد لقاءات مفتوحة. وتحديداً مع قيادة الحزب بشخص المعاون السياسي لأمينه العام حسين خليل. في حضور المعنيين بملف الجنوب، بتكليف من حـِ. ـسن نصر الله.
تأييد غير مشروط لبري من «حـ. ـزب الله»
وفي هذا السياق، أكد مصدر بارز في الثنائي الشيعي أن الرسالة التي يُعدّها الرئيس بري للإجابة على الورقة الفرنسية تحظى بتأييد غير مشروط من «حـ. ـزب الله» والرئيس ميقاتي. الذي كان السباق في تسليط الضوء على ما لديه من ملاحظات على الورقة الفرنسية بنسختها الأولى عندما التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال المصدر إن المفاجأة كانت في عدم ترجمة الوعود الفرنسية، رغم أن باريس أبدت تفهماً لتلك الملاحظات، وهذا ما تبين من خلال نسختها الثانية.
ورأى المصدر أن إجابة الرئيس بري على الورقة الفرنسية تبقى تحت سقف الأخذ والرد. إفساحاً في المجال أمام استعداد باريس للتعاطي بإيجابية مع الملاحظات. وذلك لتفادي الإخلال بالتوازن في تطبيق ما ورد فيها لتهدئة الوضع في الجنوب. انطلاقاً من تهيئة الأجواء السياسية والأمنية لتطبيق القرار 1701.
تفاوُض بموازاة التصعيد
وبكلام آخر، فإن الثنائي الشيعي، حسب المصدر نفسه، ليس في وارد رفض الورقة الفرنسية بمقدار أنه يتوخى من ملاحظاته فتح الباب أمام التفاوض. وذلك لعل باريس تتفهم الأسباب الكامنة وراءها. وذلك بغية إلزام إسـ ـرائيل اتخاذ الخطوات المؤدية إلى تحقيق التوازن في تطبيق ما هو وارد في الورقة في حال تقرر إعادة النظر فيها وتقديمها في نسخة ثالثة.
كما أنها تأخذ بعين الاعتبار عدم الإخلال بالتوازن على جانبي الحدود بين البلدين، وهذا يتطلب عدم الرضوخ بأي شكل من الأشكال للابتزاز الذي تمارسه إسـ ـرائيل.
وعليه، فإن مجرد الدخول في مفاوضات، على خلفية التجاوب ما أمكن، مع الملاحظات التي أدرجها الرئيس بري في إجابته على الورقة. يعني أنها ستتلازم حكماً مع تصعيد المواجهة بين «حـ. ـزب الله» وإسـ ـرائيل على امتداد الحدود اللبنانية – الإسـ ـرائيلية. وصولاً إلى اعتماد الدبلوماسية الساخنة في تبادل الضغوط. في موازاة المفاوضات لوقف إطلاق النار على الجبهة الغزاوية التي ما زالت تتأرجح بين هبّة باردة وأخرى ساخنة.
من جهة أخرى، علمت مصادر أن الورقة الفرنسية تصدّرت الاجتماع الأسبوعي لهيئة الرئاسة في حركة «أمل» برئاسة الرئيس بري. الذي تقدّم بمداخلة مطوّلة توقف فيها أمام الغموض الذي يكتنف بعض بنودها التي هي في حاجة إلى توضيح وتفهُّم للمآخذ اللبنانية على الورقة.
وذلك باعتبار أنها ليست مقبولة بصيغتها الواردة في الورقة. وأن «هناك ضرورة للتعامل بإيجابية مع ما لدينا من ملاحظات نتطلع من خلالها إلى تنقيتها من الشوائب بوصفها أساساً لتحقيق التوازن المطلوب بعدم الخضوع للابتزاز الإسـ ـرائيلي