سياسة

في هذه الحالة… لبنان على مشارف الحرب المفتوحة!

في هذه الحالة… لبنان على مشارف الحرب المفتوحة!

 

كتب سعد الياس في “القدس العربي”: 

الأعصاب مشدودة ليس في لبنان وإسـ.ـرائيل فحسب بل في كل محور الممانعة مع ارتفاع مؤشرات نُذُر انفـ.ـجار كبير بعد سلسلة الاغتـ.ـيالات والغـ.ـارات العدوانية التي نفّذتها تل أبيب بين الضاحية الجنوبية لبيروت وصولاً إلى طهران.

وبدا أن إسرائيل لجأت بدورها إلى توحيد الساحات من غـ.ـزة إلى لبنان فإيران واليمن والعراق رداً على معادلة «وحدة الساحات» التي أطلقها ويعمل بموجبها محور المقاومة.

وقد نقلت تل أبيب بخطواتها الأخيرة المواجهة من مرحلة إلى أخرى في محاولة لترميم صورة الردع التي تآكلت على مدى أشهر منذ «طـ.ـوفان الأقصى» على الرغم من حالة الدمـ.ـار والقـ.ـتل التي خلّفتها على الجبهة الجنوبية حيث استطاع حـ.ـزب الله تسجيل نقاط لصالحه من خلال عجز القبة الحديدية عن اعتراض صـ.ـواريخ الكاتيوشا القريبة المدى إضافة إلى فشل منظومات الدفاع الجوي في الكيان الإسـ.ـرائيلي في كشف وإسقاط طائرات «الهدهد» التي نجحت في تصوير مشاهد عن قواعد عسكرية وأدرجتها ضمن بنك الأهـ.ـداف الذي يمكن للحزب أن يقـ.ـصفها عند توسيع المواجهة.

وهكذا أراد بنيامين نتنياهو التفتيش عن إنجاز استخباراتي وإلحاق نكسة بأعدائه، فلجأ إلى إظهار قدرات إسـ.ـرائيل وتفوّقها في حـ.ـرب الاغتـ.ـيالات. وهذا أمر يقرّ به حتى حزب الله حيث دأب العـ.ـدو الإسـ.ـرائيلي من خلال مسيّراته وطائراته الحـ.ـربية على تنفيذ أكثر من عملية اغتـ.ٕيال منذ 8 تشرين الأول ضد قادة وكوادر عسكرية لحـ.ـزب الله والجماعة الإسـ.ـلامية و«حمـ.ـاس» على الأرض اللبنانية متكلاً على منظومة تكنولوجية وبرامج تتبع متطورة وشبكة عملاء. فيما اكتفى حـ.ـزب الله لغاية تاريخه بالرد بصـ.ـواريخ ومسيّرات انقضاضية على قواعد عسكرية وجوية هامة من دون الرد بالتماثل من خلال اغتـ.ـيال كماً ونوعاً،

ما طرح علامات استفهام في البيئة الحاضنة للحزب حول شكل الرد العملاني الذي يعيد لهذه البيئة الشعور بقوة معادلة الردع بدل الشعور بالمرارة.

وبعد كسر تل أبيب قواعد الاشـ.ـتباك، يتم حالياً ترقّب ردود الفعل العقابية من الساحات الممانِعة على الاغتـ.ـيالات الدراماتيكية التي طالت رئيس المكتب السياسي لحركة «حمـ.ـاس» اسماعيل هنية في طهران والمستشار العسكري لأمين عام حـ.ـزب الله السيد حسـ.ـن نصرالله والقائد الجهادي فؤاد شكر «السيد محسن» في قلب الضاحية بعد تسريبات عن تطمينات سبق أن تلقاها لبنان

الرسمي بتحييد بيروت والضاحية والمطار عن أي رد إسـ.ـرائيلي على حادثة مجدل شمس التي نفى حـ.ـزب الله مسؤوليته عنها حتى ولو عن طريق الخطأ.

وقد كان السيد نصـ.ـرالله حاسماً في قوله لإاسـ.ـرائيليين «لم تعلموا أي خطوط حمر تجاوزتم إضحكوا قليلاً وستبكون كثيراً».

وتقول أوساط حـ.ـزب الله «إن العـ.ًدوان على الضاحية أتى من خارج المعادلات والضوابط ولذلك سيكون رد الحزب من خارج المعادلات والضوابط.

و«لا يعتقدن نتنياهو أن بإمكانه الضغط على المقاومة لتتراجع أو لتقبل بأن يفرض عليها معادلاته ويفرض عليها وقف حـ.ـرب إسناد غزة».

ولكن إذا كان نصـ.ـرالله جزم بأن الرد على قصف المدنيين في الضاحية واغتـ.ـيال شكر آت حتماً ولن يكون شكلياً وأن «بيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان» فإن خصوم حـ.ـزب الله قرأوا في عدم استحضار نصـ.ـرالله معادلته الشهيرة بقـ.ـصف حيفا وما بعد حيفا في حال اسـ.ـتهداف الضاحية تعبيراً عن حذر من الانزلاق إلى حـ.ـرب شاملة وغير متكافئة مع إسـ.ـرائيل، فيما أوساط الحزب تؤكد على ما أعلنه نصـ.ـرالله من أن «المـ.ـقاومة تقاتل بغضب ولكن بعقل وحكمة» ما يعني أن المقاومة لن تقبل أن يفرض عليها العدو الإسـ.ـرائيلي توقيتاً وقواعد جديدة للمواجهة بما يؤدي إلى تضييع ما حققه حـ.ـزب الله في المواجهات الميدانية على مدى أشهر.

انطلاقاً من هذه الوقائع، تخيّم على الجبهة الجنوبية والمنطقة سيناريوهات مقلقة حول ما يمكن أن تحمله الأيام المقبلة وارتدادات أي رد ورد مضاد قد يخرج الأمور عن قواعد الاشـ.ـتباك التي تم العمل بها منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر في ظل أجواء تشاؤمية ترجح فرضية تدحرج كرة النار ووضع لبنان في عين العاصفة في غياب أي ضمانات أمريكية أو دولية بعدم استـ.ـهداف بيروت والضـ.ـاحية من بنك الأهداف، لا بل أكثر من ذلك فقد كان لافتاً إتهام أوساط حـ.ـزب الله الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين بأنه كان شريكاً في أكبر عملية تضليل ساهمت في غـ.ـارة العدو على حارة حريك من خلال إبلاغ المسؤولين اللبنانيين بأن الضربة الإسـ.ـرائيلية ستكون خارج بيروت والضاحية.

يبقى أن تل أبيب إذا كانت تواجه منذ عام 1948 حـ.ـرباً مغايرة عن باقي الحروب التي خاضتها مع جيوش الدول العربية النظامية وأثبتت فيها تفوقها العسكري، إلا أن حـ.ـزب الله وكل الأذرع الإيرانية على عتبة مواجهة قاسية أيضاً يدفع في اتجاهها جنون نتـ.ـنياهو العائد مزهواً من الكونغرس الأمريكي ومزوداً بضوء برتقالي من واشنطن لتنفيذ عمليات دقيقة ستنقل المعركة من جبهة مساندة لغـ.زة إلى جبهة فعلية قد تكون الأخطر منذ الاجتـ.ـياح الإسـ.ـرائيلي عام 1982 الذي كان يهدف إلى إنشاء منطقة أمنية عازلة على الحدود تُبعد خطر الصواريخ على المستوطنات. وهو نفس الهـ.ـدف الذي يتكلم به قادة الكيان حالياً بهدف تأمين الأمن والاستقرار لمستوطني الشمال وعودتهم إلى منازلهم قبل موعد العام الدراسي في أيلول/سبتمبر المقبل.

وما تحذير أعضاء في الكنيست الإسـ.ـرائيلي في رسالتهم إلى نتنياهو من محاذير التوغل البري إلا المؤشر على ما تبيّته النيات الإسـ.ـرائيلية من خطط عدوانية.

إقرأ أيضاً

إسـ.ـرائيل تستعد

زر الذهاب إلى الأعلى