مارفن عجور: غدًا يعود لبناني … غدًا تُكتَمُ أحزاني.

مارفن عجور: غدًا يعود لبناني … غدًا تُكتَمُ أحزاني.
ما زلنا نأمل في الغد. حَدَثَ ما خفنا منه، تفجرّت أراضينا، لكنّها لم تمِت أمانينا، راح لنا آلافَ الشهداء، بكارثةٍ بلهاء، تغوص بالبغض وتنسى السلام، فما فائدةُ الكره وغدًا نندثر، لن نبقى أحياء.
على ألسنتِنا، شهدنا بالعبث، ولكن لم نيأس وما زلنا نأمل في لبنان، فكيف لنا ألّا نتفاءل ونحنُ نعلمُ أن وطننا سيعود يومًا؟ فكلُّ ما حولنا يؤكّد لنا أنّ الأيّام الصعبة مؤقّتة، والابتسامة العريضة ستعود وعلى وجوهنا تنرسم. خلّانٌ يحضنوننا، من قلوبهم ننتشل كتلةَ وفاء للبنان. حيث كان لهم موطنًا يوم خذلهم وطنهم. أغانٍ مرّت عليها أزمان، كان عنوانها لبنان، تحيي بنا شعورَ الصمودَ والعنفوان وتمحو الهموم والخوف من الخذلان. أشعارٌ ونصوصٌ، انغمست أقلام كتّابها بمحبّة لبنان، فأنتجت عملًا أدبيًّا درسه في كُتُبِهِ الإنسان، وكان الوطنُ لهُ قربان، تناوله فأحسّ وكأنّه يرتعش بالإيمان. عاصمةٌ اسمها بيروت، للسهر والسرور والزحام والجنون عنوان.
وإذًا ماذا بعد؟ كفاكم تيأسون وتقنطون وأنتم تعلمون، أيّها اللبنانيّون، أن على أرضِنا ما يستحقّ الحياة، وأن وطنَنا يغمره القدّيسون. لن يغدركم الله، وهو يعلم أنّكم بالإيمان تتسلّحون، وبكلمته، ذعركم تهدئون. فرجٌ سيأتيكم يومًا، آمنوا ثمّ آمنوا ثم آمنوا! انتصروا على هذه السويداء بالرجاء، وثِقوا أنَّ في السماء عاصفةٌ هي أبلغُ من عواصف التفجيرات المتتالية تلك، فالله هو العاصفة التي ستحلّ على أشباح السماء التي تغطُّ على الأرضِ وتنثر عليها عيوبها وغبارها … أمّا الله فهو من العلا، يرانا، وكلُّ ما في منازلكم، يوقن لكم ذلك… اِفتَحوا الكتاب المقدّس، فتجدوا الآية “لأنني أنا الربُّ إلهُكَ، الممسِكُ بيمينِكَ، القائلُ لكَ، لا تَخَفْ، أنا أعينُكَ” . اِفتَحوا القرآن الكريم فتجدوا الآية “قال لا تخافا، إنّني معكما أسمع وأرى”.
ربُّنا سيعترك والشياطين ليخلّصنا من غوائلهم. أبشروا بالغد حيث يعود لبناننا وتكتَمُ أحزانُنا، يكبر أطفالنا، ينمو شبابنا، ينجزون، يبدعون، يتعلّمون، من كربتهم ينهضون، وينجاب عنهم الكدر، يحصلّون حقوقهم، يحقّقون أحلامهم، يواصلون في الفكرِ والمعرفةِ نضالهم، ويسيرون في الصراط المستقيم، ويعيشون الحياة فما لبنان إلّا تعريفٌ للحياة!
وفي الختام، راجع راجع يتعمّر راجع لبنان.
مارفن عجور