إعتراف خطير من الجنود الإسـ. ـرائيليين عند الحدود اللبنانية

إعتراف خطير من الجنود الإسـ. ـرائيليين عند الحدود اللبنانية
أعلن مسؤولون إسـ ـرائيليون أنّهم نجحوا في إضعاف البنية القيادية لـ”حـ ـزب الله”، وقتـ ـل الآلاف من مقاتليها وتفكيك بنيتها التحتية على طول الحدود الجنوبية.
إلّا أن صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلت اليوم السبت عن جنود إسرائيليين على الأرض إن “حـ ـزب الله لا يزال يقاوم، إذ يستخدم تكتيكات حرب العصابات – وهو أسلوب من الحرب يتدرّبون عليه ويستعدّون له – لإلحاق الخسائر بالإسرائيليين وإبقاء الحرب مستمرّة.
وقال جندي احتياطي إسـ ـرائيلي عن مواجهة حيث كان مسلّح ينتظر القوّات العسكرية للعودة إلى منزل قاموا بمداهمته: “لم يكن الأمر أشبه بمقاتلة جيش”.
منذ بدأت إسرائيل عملية برّية ضد “حـ ـزب الله” في لبنان الشهر الماضي، قُتل 35 من جنودها هناك. وهذا جعل شهر تشرين الأول (أكتوبر) واحداً من أكثر الشهور دموية بالنسبة للجيش الإسـ ـرائيلي في العام الذي خاضت فيه الحرب.
ولفتت الصحيفة إلى أنّه “في الشهر الأول من غزو إسرائيل لغزة العام الماضي، قتل ما يقرب من ضعف هذا العدد من الجنود الإسرائيليين.
يقول المسؤولون العسكريون الإسرائيليون إن ذلك كان نوعاً مختلفاً من الهجوم، حيث شق الجنود طريقهم إلى المناطق الحضرية المكتظة بالسكّان والتي كانت تدافع عنها جماعة حماس المسلّحة. وفي لبنان، استخدمت إسرائيل مجموعات أصغر من الجنود ووزّعت غزوها على طول الحدود الإسرائيلية التي يبلغ طولها 80 ميلاً مع جارتها”.
وذكر مسؤولون إسرائيليون أن “إسرائيل حدت من معظم عملياتها إلى نحو ثلاثة أميال داخل لبنان. وفي 14 قرية على الأقل على طول الحدود، تخلّى مسلّحو حـ ـزب الله إلى حد كبير عن مواقعهم وأسلحتهم، ودمّرت القوات الإسرائيلية أسلحة وتحصينات تحت الأرض”.
وأشار المسؤولون إلى أنّهم “عطّلوا الاستعدادات التي وضعها حزب الله على مدى سنوات لغزو شمال إسرائيل والتي يقولون إنها كانت لتكون أكبر وأكثر تطوّراً من الهجوم الذي شنّته حمـ ـاس في السابع من تشرين الأول من العام الماضي”، بحسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة الأميركية أن “الخسائر المتزايدة والعدو المرن العنيد يستحضران في إسرائيل ذكريات حربها التي استمرت شهراً ضد حـ ـزب الله في لبنان في عام 2006 والتي أسفرت عن مقتل 120 جندياً إسرائيلياً.
وقد اعتبرت إسرائيل هذا الصراع، الذي انتهى بسرعة جزئياً بسبب ارتفاع عدد القتلى، بمثابة فشل. ومنذ ذلك الحين، اكتسب حـ ـزب الله المزيد من الخبرة في ساحة المعركة في سوريا وعزّز إمداداته من الأسلحة الروسية والصينية.
والآن، مع استنفاد ترسانته وتفكّك سلسلة القيادة، يُظهِر المسلّحون أنّهم ما زالوا قادرين على ضرب جيش إسرائيل الأكبر والأفضل تجهيزاً”.
وقال رئيس الاستخبارات في شركة الاستشارات “لو بيك إنترناشيونال” ومقرّها إسرائيل مايكل هورويتز: “ما زال الأمر أشبه بهجمات التمرّد أو حرب العصابات. لا يزال بإمكانه أن يكون فعالاً”.
وفقاً لروايات جنود الاحتياط التي نقلتها “وول ستريت”، “إن مقاتلي حـ ـزب الله في جنوب لبنان يمرّرون الرسائل الآن في الغالب من خلال ملاحظات مكتوبة بخط اليد وأوامر شفهية شخصية. وهم يستخدمون الاتصالات الإلكترونية فقط قبل الهجمات مباشرة لتجنّب إخطار إسرائيل بوجودهم في وقت مبكر جدّاً”.
وذكر أن قادة الحزب الجدد الذين حلّوا محل من اغتالته إسرائيل أقل دراية بالتضاريس ومقاتليهم. وينشر “حزب الله” وحدات مصمّمة للعمل بشكل مستقل وفقاً للخبراء في ديناميكيات الجماعة. وقد سمح هذا الهيكل للحزب بامتصاص الضربات الضخمة في الشهرين الماضيين وتوجيه اللكمات الخاصة به ومواصلة القتال
وتابعت الصحيفة: “ينتظر مقاتلو حـ ـزب الله، المنظّمون في وحدات صغيرة ذاتية الحكم، داخل المنازل والأنفاق المنتشرة في جميع أنحاء منطقة الحدود. ويظلون مختبئين لأيام أو حتى أسابيع قبل شن هجمات خاطفة على القوّات الإسـ ـرائيلية، التي وقعت وفياتها وإصاباتها في لبنان بشكل رئيسي في مثل هذه العمليات على غرار حـ ـرب العصابات، كما يقول المسؤولون العسكريون والجنود الاحتياطيون”.
وفقاً لجنود الاحتياط الإسرائيليين، “إن التكتيكات مماثلة لتلك التي تستخدمها حماس في غزة، لكن يقولون إن القتال في لبنان أصعب”.
وقال جندي احتياطي إسرائيلي يعمل كجزء من فريق إخلاء طبي عمل في لبنان: “حـ ـزب الله أقوى بكثير، وأكثر تدريباً، والظروف الجغرافية أصعب بكثير من غزة”.
وذكر جندي احتياطي آخر أنه واجه 4 معارك نارية مع مسلحي حـ ـزب الله في أسبوع واحد. وفي إحدى هذه المعارك، أشار الجندي الاحتياطي إلا أن ثلاثة جنود فوجئوا أثناء مرورهم بمنزل.
وأضاف: “كان الرجل يختبئ في المنزل. وظهر فجأة من النافذة. وأطلق رشقة من الرصاص، وأصاب رجلاً في وجهه وآخر في ركبته وآخر في ظهره”. ولم يُقتل أحد في تلك الحادثة.
وبحلول هذا الأسبوع، أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده استولوا على أكثر من 66 ألف قطعة سلاح تابعة لـ”حـ ـزب الله”، بما في ذلك ما يقرب من 6 آلاف عبوة ناسفة وأكثر من 3 آلاف صاروخ مضاد للدبابات.
وقال جنود ومسؤولون عسكريون إسـ. ـرائيليون إن المعدّات كانت جديدة نسبياً، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات روسية متطوّرة ونظارات رؤية ليلية جديدة ومجموعات طبية.
وفقاً لمسؤولين عسكريين إسرائيليين، تدهورت ترسانة “حزب الله” من الصواريخ والقذائف إلى الحد الذي جعل المجموعة بحاجة إلى أن تكون اقتصادية في استخدامها.
وأشاروا إلى أن إسرائيل قتلت 1500 مقاتل من “حـ ـزب الله” في جنوب لبنان منذ بدء الهجوم البري، وهو الرقم الذي يشمل أولئك الذين قتلوا في غارات جوية بعيداً عن خطوط المواجهة.
وكشف “حـ ـزب الله” عن مقتل أكثر من 500 مقاتل على مدار العام الماضي لكنّه توقّف عن إعطاء بيانات منذ بد العملية البرية.