بالفيديو: السيدة فيروز قيثارة لبنان المتجدد العابرة للأجيال والأزمان
بالفيديو: السيدة فيروز قيثارة لبنان المتجدد العابرة للأجيال والأزمان
في الحادي والعشرين من نوفمبر من كل عام، يحتفل اللبنانيون بعيد ميلاد السيدة فيروز، رمز الفن الأصيل وصوت الوطن الذي لا يشيخ.
اللافت أن هذا اليوم يتزامن مع عيد استقلال لبنان، وكأن فيروز بصوتها وأغانيها جزء لا يتجزأ من قصة الحرية والاستقلال اللبناني.
ولدت فيروز، واسمها الحقيقي نهاد حداد، في عام 1935 في منطقة زقاق البلاط في بيروت.
نشأت في أسرة متواضعة، وبدأت مسيرتها الفنية في الإذاعة اللبنانية في أواخر الأربعينيات. لكن الانطلاقة الحقيقية لها جاءت في الخمسينيات عندما تعاونت مع الأخوين رحباني، عاصي ومنصور. كانت أغانيها مزيجًا فريدًا من الإبداع الموسيقي والكلمات المؤثرة، التي عبرت عن حب الوطن والإنسانية، وحققت شهرة واسعة في جميع أنحاء العالم العربي والغربي.
فيروز ليست مجرد مطربة، بل هي ظاهرة ثقافية ورمز وطني. أغانيها الوطنية مثل “بحبك يا لبنان” “وطني” و”نسم علينا الهوى” أصبحت جزءًا من ذاكرة الشعب اللبناني، تحمل في كلماتها معاني الانتماء والحنين والصمود. في أوقات الأزمات والحروب، لطالما كان وما زال صوت فيروز الملاذ الآمن للبنانيين، يبعث فيهم الأمل ويعزز وحدتهم. وما من شئ يخفف من وطأة الوضع الصعب الذي نعيشه الآن سوى صوتها الملائكي.
شكلت الشراكة مع زوجها عاصي الرحباني وشقيقه منصور مرحلة ذهبية في حياتها من خلال عشرات الأعمال الفنية العظيمة التي حُفرت في ذاكرة الأجيال. لكن وفاة عاصي عام 1986 شكل صدمة كبيرة في حياتها، أثرت عليها بشكل عميق. ومع ذلك، استطاعت فيروز أن تستمر، محافظة على مكانتها كصوت لا يغيب عن أذن الوطن.
إن تزامن عيد ميلاد فيروز مع عيد استقلال لبنان ليس مجرد صدفة. فهي تمثل رمزًا للأمل، تمامًا كما يمثل الاستقلال الأمل في بناء وطن حر مزدهر. أغانيها الوطنية لم تكن فقط أعمالًا فنية، بل رسائل قوية عززت حب الوطن والانتماء لدى الشعب اللبناني.
مسيرتها الفنية التي امتدت لأكثر من سبعة عقود، جعلتها رمزًا خالدًا للفن العربي والعالمي. إذ استطاعت فيروز أن تترك بصمة لا تُمحى في الثقافة الفنية اللبنانية في العالم أجمع.
في عيد ميلادها، يحتفل اللبنانيون ليس فقط بفنانة أسطورية لا ولن تتكرر، بل برمز وطني يعبر عن لبنان في أجمل وأبهى صوره. فيروز هي صوت الاستقلال، وهي الأغنية التي تحيا في وجدان كل لبناني.