
وفد مصري إلى دمشق قريبا؟
بعد تخبّط حول آلية التعامل مع الوضع في سوريا، وشكل الاتصالات الممكنة بالحكومة الانتقالية، بدأت مصر في صياغة استراتيجية في هذا الشأن، توازياً مع محاولة توظيف الحدث داخلياً لحشد دعم للرئيس عبد الفتاح السيسي.
وفيما جرى استئناف عمل البعثة الدبلوماسية بشكل طبيعي في دمشق، يجري الترتيب لزيارة وفد مصري إلى العاصمة السورية، من أجل لقاء مسؤولين في الحكومة الانتقالية.
ويأتي ذلك في وقت تجري فيه اتصالات مكثّفة بين المسؤولين المصريين ونظرائهم في الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا وقطر والسعودية والإمارات والأردن والعراق، وسط تباينات حول العديد من المواقف ولا سيما بين السعودية والإمارات.
وتعوّل القاهرة على إمكانية صياغة خطوط عريضة تسمح للأطراف السورية الداخلية ببلورة مسار انتقالي واضح، يجري اعتماده وإعلانه بشكل حاسم قبل نهاية العام الجاري، على أن يفضي إلى انتخاب برلمان ورئيس جديد للبلاد في أقرب وقت وتسليمهما السلطة، وبلورة تصوّر يضمن إعادة توحيد الأراضي السورية التي مزّقتها الحرب.
وبحسب مسؤولين مصريين، فإن الاتصالات مع الإسرائيليين تضمّنت تعهدات مزعومة من تل أبيب بالانسحاب من المواقع التي احتلتها أخيراً، عند نشوء سلطة سورية يمكن الحديث معها، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل سقوط نظام بشار الأسد.
وبينما لا تزال الجهات المصرية الاستخباراتية والأمنية والدبلوماسية تقدّم تقارير «تقدير موقف» محدّثة بشأن الوضع في سوريا والأطراف التي يجب فتح مسارات للحوار معها، تشتغل المخابرات العامة، من جانبها، على توظيف ما حدث في سوريا داخلياً.
ويعتمد السيناريو الذي بدأت تطبيقه في هذا السياق، على التسويق، عبر خطاب المحلّلين المحسوبين على الدولة، أن انهـ ـيار نظام الأسد بمثابة انهـ ـيار لمؤسسات الدولة السورية، الأمر الذي يجعل مصر «الدولة الوحيدة القادرة على الصمود والحفاظ على جيشها تحت قيادة السيسي».
وبحسب هذا الخطاب، فإن الحديث عن ما وقع في العراق بعد صدام حسين، وليبيا بعد معمر القذافي، واليمن بعد علي عبدالله صالح، من تشرذم لقوى الأمن وعدم قدرتها على حفظ أراضي البلاد بشكل كامل، هو ما يعمل السيسي على تجنّبه في مصر، ويتطلّب تضحيات «اقتصادية» وتحمّل ظروف معيشية «صعبة» في ظل الاضطرابات الإقليمية.
كذلك، سمحت المخابرات بظهور أصحاب آراء مغايرة لسياسة الدولة، لوصف الحكومة الانتقالية السورية بأنها «حكومة متطرّفة»، وهو أمر غير مسبوق في العلاقات الدبلوماسية مع الدول منذ سنوات.
لكنّ مصدراً مطّلعاً تحدّث إلى «الأخبار» عن رغبة القاهرة في إمساك العصا من المنتصف، بما يسمح بالتواصل مع مختلف الأطراف.