متفرقات

كذبة أبريل…العقل إجازة والأكاذيب ترقص على المسرح!

 كذبة أبريل…العقل إجازة والأكاذيب ترقص على المسرح! 

 

في سلسلة طويلة من الأكاذيب، هناك العديد من الافتراضات حول الأصل التاريخي لكذبة أبريل بلا أدلة قوية على صحة أي من هذه الافتراضات.

يرجع بعض المؤرخين أصل هذا اليوم إلى عام 1582، عند تحول فرنسا من التقويم اليولياني إلى التقويم الغريغوري وفقا لتوصية البابا غريغوري الثالث عشر عام 1563

وقد كان العام الجديد في التقويم اليولياني الذي تغير يبدأ مع الاعتدال الربيعي في حوالي 1 أبريل، ولأن بعض الأشخاص لم يعرفوا بتغير التقويم وانتقال بداية العام الجديد إلى الأول من يناير، فقد احتفلوا كعادتهم ببداية العام الجديد في الأول من أبريل؛ وهو ما جعلهم موضعا للسخرية، وأُطلق عليهم “حمقى أبريل (april fools)”، وقام البعض بوضع شعار لسمكة مصنوعة من الورق على ظهورهم أطلقوا عليها اسم “Poisson d’Avril” أو “سمكة أبريل”، رمزا لسهولة اصطيادهم كالسمكة.

ومن ناحية أخرى، ربط مؤرخون آخرون يوم كذبة أبريل بمهرجانات هيلاريا التي احتُفل بها في روما القديمة وتضمنت فعالياتها أشخاصا يرتدون ملابس تنكرية ويسخرون من غيرهم.

أما التفسير الأكثر طرافة لأصل هذا اليوم فقد قدمه “جوزيف بوسكين”، أستاذ التاريخ بجامعة بوسطن، وهو التفسير الذي نشرته الأسوشييتد برس عام 1983.

حيث ذكر أن هذه الممارسة بدأت في عهد قسطنطين، عندما أخبر مجموعة من الحمقى والمهرجين الإمبراطور أن بإمكانهم إدارة الإمبراطورية بطريقة أفضل منه، فسمح قسطنطين لمهرج اسمه “كوجل” بأن يكون ملكا ليوم واحد، وأصبح الأمر حدثا سنويا.

نشرت الأسوشييتد برس هذا التفسير على صفحاتها بالفعل، ولم يدرك أحد أن بوسكين اختلق الأمر كله إلا بعد مرور أسبوعين، لتدرك وكالة أسوشييتد برس وصحافيوها أنهم كانوا ضحية لكذبة أبريل بدلا من الكشف عن أصلها.

صححت وكالة الأسوشييتد برس الخبر، واستخدم بوسكين القصة لتذكير طلابه بأن عليهم دائما التحقق من الأخبار والقصص أيا كان مصدرها.

أشهر الكذبات في التاريخ:

 

أول الأكاذيب الموثقة في أبريل فيعود تاريخها إلى عام 1698، وتحديدا في لندن حين أعلن للجماهير أنهم مدعوون لمشاهدة الحفل السنوي لغسل الأسود في برج لندن مقابل دفع ثمن التذكرة، وبالفعل دفع العديد من الأشخاص ثمن التذاكر، ولكنهم مع الأسف ذهبوا إلى البرج ولم يجدوا ولو أسدا واحدا بانتظارهم

 

أيا كان أصل ذلك اليوم فقد تحول بمرور الزمن إلى احتفاء سنوي متجدد بالمقالب، أو بما يسمى الكذبات البيضاء والتي يفترض أنها لا تضر أحدا. وصارت الوكالات الإعلامية في العصر الحديث تتسابق على إطلاق كذبات متقنة في الأول من أبريل من كل عام.

لعل أكثرها شهرة كذبة البي بي سي في الأول من أبريل عام 1957، حين نشر “ريتشارد ديمبلي” خبرا في البي بي سي حول وفرة محصول السباجيتي في سويسرا لذلك الموسم.

وهو المقلب الذي وقع ضحيته آلاف المتابعين والمشاهدين، حتى إن بعض المشاهدين اتصلوا للسؤال عن طريقة زراعة أشجار السباجيتي بمنتهى الجدية

وفي عام 1976 أعلن الفلكي البارز “باتريك مور” عبر إذاعة بي بي سي راديو أننا في الساعة 9.47 صباحا سنشعر بما وصفه بـ “تأثير جاذبية مزدوج من كوكبي زحل وبلوتو”، وقال إنه في لحظة معينة سيصطف الكوكبان في خط واحد وستصبح الجاذبية على الأرض أضعف، فإذا قفزت في الهواء في التوقيت الصحيح، فإنك تقريبا تطفو فوق الهواء.

ورغم انعدام المنطق في ذلك الإعلان، فإن الصبغة العلمية الزائفة جعلت الخدعة تنطلي على الكثير من المتابعين، وإلى الآن ما زالت هذه الخدعة منتشرة حتى في الوطن العربي.

لم تسلم ساعة “بيج بين” الشهيرة من كذبة أبريل، ففي أبريل عام 1980 أعلنت بي بي سي لمستمعيها أن ساعة بيج بن ستدخل العصر الرقمي، وأشارت إلى أن أول من سيتصل من المستمعين يمكن أن يحصل على عقارب الساعة التي سيتم الاستغناء عنها.

وفي أبريل من عام 2008، نشرت بي بي سي خبرا عن اكتشاف سلالة من طيور البطريق القابلة للطيران، وبثت مقطع فيديو مزيفا حظي بأكثر من 6 ملايين مشاهدة.

سرقة الكنز: في عام 1905، نشرت صحيفة ألمانية خبرا مفاده بأن اللصوص حفروا نفقا أسفل مبنى وزارة الخزانة الأميركية وسرقوا كل الذهب والفضة منه.

قالت الصحيفة إن قيمة المسروقات بلغت 268 مليون دولار.

سرعان ما انتشر الخبر كالنار في الهشيم وأعادت نشره العديد من الصحف في أوروبا والولايات المتحدة، لكن الخبر كان فقط في خيال من كتبوه فقط.

إقرأ أيضاً

فرحة مؤقتة وهجـ ـوم مفاجئ… اللبنانيون بين الأمل والحذر

زر الذهاب إلى الأعلى