اسعار العملات

الدولار يرقص فوق الركام: لعبة السوق السوداء تبتلع الليرة من جديد

الدولار يرقص فوق الركام: لعبة السوق السوداء تبتلع الليرة من جديد

 

في مشهد بات مألوفًا ومؤلمًا، يواصل الدولار الأمريكي قفزاته في السوق السوداء اللبنانية، مسجلًا اليوم سعر صرف يتراوح بين 89,500 و89,700 ليرة لبنانية للدولار الواحد، في ظل غياب أي قدرة فعلية للسلطات النقدية على ضبط الإيقاع الجنوني للعملة الخضراء.

ورغم محاولات مصرف لبنان عبر منصة “صيرفة” لتثبيت سعر الصرف الرسمي عند حدود 15,000 ليرة، فإن السوق السوداء تفرض واقعًا موازيًا، تغذّيه المضاربات السياسية والمصرفية، وتُبقي المواطن رهينة تقلبات لا ترحم.

الخبير المالي محمد فحيلي وصف التراجع الأخير في سعر الدولار بأنه “ظرفي”، مؤكدًا أن ما يجري هو مجرد “لعبة سياسية”، وأن التعميمات المصرفية ليست سوى حلول ترقيعية لا تمس جوهر الأزمة.

ويحذّر اقتصاديون من الانخداع بانخفاضات مؤقتة، مشيرين إلى أن التجار لا يتعاملون مع الدولار المتداول بل مع “دولار الأربعين ألفًا”، وهو السعر الذي تُحتسب عليه معظم السلع الغذائية، ما يعني أن معاناة المواطن مستمرة حتى لو تراجع السعر اسميًا.

في ظل هذا المشهد، يبقى السؤال: هل الدولار هو من يتحكم بمصير اللبنانيين، أم أن غياب الإرادة السياسية والرقابة الفعلية هو من يفتح له الباب ليعبث بلقمة العيش؟

إقرأ أيضاً

الدولار ساكن… لكن الأنظار لا تزال مشدودة إليه 

زر الذهاب إلى الأعلى