مسلسل “كارثة طبيعية”.. عندما تتحول الأبوة إلى معركة من أجل البقاء

ينضم مسلسل “كارثة طبيعية” إلى خريطة الدراما المصرية المعاصرة باعتباره خطوة نوعية للفنان محمد سلام، الذي يخوض أولى بطولاته المطلقة على الشاشة الصغيرة، بعد مسيرة ارتبطت أكثر بالشخصيات الكوميدية المساعدة، هذه النقلة منحت العمل خصوصية، وسمحت لسلام بتقديم جانب أكثر اتزانا وعمقا في أدائه، خاصة بعد غيابه عامين عن الشاشة وافتقاد الجمهور له.
يأتي المسلسل بوصفه عملا دراميا يحمل بصمة مختلفة داخل المشهد التلفزيوني، إذ يقترب بذكاء من مأزق الإنسان المعاصر الذي يستيقظ كل يوم على تحدٍّ جديد يهدد استقراره، لا يحاول العمل أن يبهرنا بمواقف خارقة للعادة، بل يستقي مادته من الروتين المألوف، ليحول تفاصيل الحياة البسيطة إلى ساحة اختبار قاسية.
رؤية أكثر واقعية
نشأت شهرة المسلسل في بدايات عرضه من كونه يضع أمامنا بطلا يواجه مفاجآت الحياة المربكة، ولعل العنوان “كارثة طبيعية” يحمل دلالة مزدوجة: من جهة الكارثة التي تفتعلها الطبيعة أو القدر، ومن جهة أخرى الكارثة اليومية التي تهدد استقرار حياة الأسرة في مجتمع سريع التحول.
تعد هذه الخلفية السياقية بكاملها مفتاحا لفهم المناخ العام للعمل، إذ تتوغل الحكاية في قلب الطبقة المتوسطة المصرية، التي أصبحت في مواجهة مباشرة مع أزمات اقتصادية واجتماعية تعصف بطموحاتها.