
واليوم، وهي في الـ19 من عمرها، تدرس تكنولوجيا المختبرات العلمية في معهد تقني بمدينة إيكيت، وتحلم بأن تصبح طبيبة.
تغير مصير فايث بعد أن قطعت سيرا على الأقدام مسافة 20 كيلومترا بلا طعام، لتصل إلى مركز إيواء تديره شبكة إنقاذ الأطفال وإعادة تأهيلهم (كرارن)، المعنية بمساعدة الأطفال المتهمين بالسحر.
وتقدر المنظمة أن أكثر من 30 ألف طفل نيجيري واجهوا مثل هذه الاتهامات خلال العقدين الماضيين، رغم وجود قوانين تحظر إساءة معاملة الأطفال بسبب مزاعم السحر.
وقال إيما إيتاوما، مدير البرامج في كرارن “حين يتهم الطفل بالسحر، غالبا ما يضرب ويهمل ويترك في الشوارع. نحن ننقذهم ونمنحهم فرصة للتعلم”.
تنتشر هذه الظاهرة بشكل خاص في ولايات الجنوب الساحلية مثل أكوا إيبوم وكروس ريفر، حيث تسود المعتقدات التقليدية التي تربط المصائب بالقوى الخارقة، إلى جانب تأثير بعض القساوسة والمشعوذين الذين يزعمون قدرتهم على “طرد الأرواح الشريرة” مقابل المال.
ورغم جهود التوعية، لا تزال المشكلة قائمة. وتقول منظمات مثل “شبكة التوجيه المجتمعي للأطفال المشردين” ومؤسسة “الطريق إلى الشعوب” إن التعليم هو السبيل لبناء مستقبل أفضل لهؤلاء الأطفال.
وتوفر هذه المنظمات، التي تعتمد جزئيا على التمويل الذاتي، الغذاء والمأوى والتعليم.
ومنذ عام 2003، ساعدت كرارن نحو 200 طفل متهم بالسحر على الوصول إلى التعليم العالي.
وقالت أنيتا مايكل، مؤسسة شبكة التوجيه المجتمعي للأطفال المشردين “حين يتعلم الطفل القراءة والكتابة والتفكير، يكتسب قوة الاختيار”.
إقرأ أيضاً: تعليمات مصرف لبنان تغيّر قواعد التحويل داخل البلاد