بيئــةسياحة

هايلبرون لؤلؤة “وادي السيليكون” الألماني

تبدو هايلبرون، المدينة الألمانية الممتدة على ضفاف نهر نِكار في ولاية بادن-فورتمبيرغ جنوب غربي البلاد، للوهلة الأولى مجرد نقطة صغيرة على الخريطة، لكنها ستفاجئك بتوفير تجربة سفر هادئة ومريحة على نحو غير متوقع.

إنها مدينة تمنح الزائر ذلك المزيج اللطيف بين البساطة، والنظافة، والإيقاع البطيء الذي يبحث عنه المسافر بعيدا عن ضغط المدن الكبيرة.

بالنسبة للسائح العربي، تُعد محطة مثالية يمكن التوقف فيها بين مدينة شتوتغارت وهايدلبرغ، أو هي وجهة خفيفة بذاتها.

نهر نِكار

في هايلبرون التي تبعد نحو 170 كيلومترا عن الحدود الفرنسية النهر ليس عنصرا جماليا فقط، بل رئة المدينة ومجالها الحيوي.

المشي على ضفاف نِكار تجربة جميلة بقدر ما هي بسيطة، وإن كنت من محبي ركوب الدراجات فستجد مسارات مخصصة لذلك، وستستمتع خلال المشي أو قيادة الدراجة برؤية الجسور التي تربط الضفتين بشكل بديع.

النهر يعطي لهايلبرون شخصية ذات مذاق خاص، ويجعلها لمن زارها مدينة ذات جاذبية ربما تفوق مدنا ألمانية عديدة أكبر منها.

ذاكرة المدينة

بعد الحرب العالمية الثانية كانت هايلبرون من أكثر المدن الألمانية تضررا ودمارا، لكنها شهدت إعادة إعمار فريدة جعلتها تبدو كأنها مدينة اختارت التوازن: مبانٍ حديثة من دون صخب، ومساحات خضراء مدمجة داخل النسيج العمراني، ولمسات تاريخية قليلة لكنها موضوعة حيث ينبغي.

ذاكرة المدينة حاضرة، لكنها ليست عبئا على زائرها، كما ذكر لي أحد كبار السن الذي التقيته ذات يوم وأنا أتجول غير بعيد عن النهر.

زر الذهاب إلى الأعلى