سامي كليب عن رسائل نتنياهو في غارة الضاحية

سامي كليب عن رسائل نتنياهو في غارة الضاحية… يرى الإعلامي والكاتب سامي كليب أن الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية حملت سلسلة رسائل واضحة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تتجاوز الطابع العسكري إلى استراتيجية ضغط مركّبة على حــ. ز . ب الله ولبنان والمنطقة.
بحسب كليب، فإن نتنياهو أراد أولاً وضع حــ. ز . ب الله بين خيارين صعبين: إما الرد والانجرار إلى الفخ بما يوفّر لإسرائيل الذريعة لشنّ عملية تدمير واسعة في الجنوب والبقاع والضاحية، أو الصمت بما يضاعف الحرج داخل بيئته وأمام خصومه. كما وجّه رسالة مباشرة إلى قادة الحزب مفادها أن أي محاولة لإعادة التسلّح أو رفع الجهوزية ستُقابل بحملة اغتيالات مستمرة، وأن إسرائيل «ترصد كل القيادات الجديدة».
ويعتبر كليب أن اختيار يوم الاستقلال لتنفيذ الهجوم كان مقصوداً بهدف إحراج الجيش اللبناني، الذي لا يمتلك القدرة العسكرية على الرد وإن كان لم يتوانَ عن تقديم الشهداء. كذلك رأى في العملية رداً عملياً على طرح الرئيس ميشال عون بالتفاوض، إذ إن إسرائيل — بحسب قراءة كليب — لا تريد سلاماً بل استسلاماً، وتسعى لزجّ الجيش في مواجهة مباشرة مع حــ. ز . ب لنزع سلاحه بالقوة.
ويضيف كليب أن نتنياهو كان أيضاً بصدد تقديم أوراق اعتماد للرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر استهداف من تصنّفهم واشنطن وتل أبيب «إرهابيين»، وتالياً رفع مستوى الضغوط على الدولة اللبنانية. أما لإيران وحلفائها، فقد جاء الهجوم كتذكير بأن سلسلة الاغتيالات لن تتوقف، وأن إسرائيل لا تتقيد بأي اتفاق حين ترى أن مصلحتها تقتضي ذلك.
ويختم كليب بأن المشكلة لا تقتصر على نتنياهو، بل تشمل أيضاً من يطمئن اللبنانيين خطأً بأن إسرائيل لن تُقدم على أي خطوة، ويتهم كل من يحذّر من نواياها بالتهويل. ويؤكد أن نتنياهو «لن يهدأ ما دام يسعى لفرض الاستسلام على خصومه، سواء انتشر الجيش أو لم ينتشر».