صحة

اطعمة غير متوقعة تجعلك أكثر سعادة

لطالما ارتبطت السعادة الغذائية في أذهان كثيرين بالشوكولاتة والحلويات والأطعمة “المريحة” نفسيًا، لكن أبحاثًا علمية حديثة تشير إلى أن الأطعمة التي تعزز السعادة فعلًا ليست تلك الغنية بالسكر أو الدهون، بل خيارات أكثر بساطة وارتباطًا بصحة الدماغ والجسم على المدى الطويل.

وبحسب تقرير نشره موقع The Conversation نقلًا عن دراسات في علم النفس والتغذية، فإن العلاقة بين الطعام والمزاج أعقد بكثير من مجرد «وجبة لذيذة»، وتعتمد على تأثير الغذاء في كيمياء الدماغ والميكروبيوم المعوي ومستويات الالتهاب في الجسم.

وتشير الدراسات إلى أن الأطعمة الغنية بالسكر والكربوهيدرات المكررة قد تمنح شعورًا مؤقتًا بالمتعة، لكن ذلك غالبًا ما يتبعه تقلبات حادة في المزاج نتيجة الارتفاع السريع ثم الانخفاض الحاد في سكر الدم. هذا التأثير قد يزيد الشعور بالتعب والقلق والانزعاج بدلًا من تحسين المزاج على المدى البعيد.

ويؤكد باحثون أن الاعتماد المتكرر على هذه الأطعمة قد يخلق حلقة مفرغة من الرغبة الشديدة وتقلبات المزاج، بدلًا من دعم الاستقرار النفسي.

ماذا تقول الأبحاث عن “طعام السعادة”؟

ووفقًا لدراسات نُشرت في دوريات علمية مثل Nutritional Neuroscience، فإن الأطعمة الأكثر ارتباطًا بتحسن المزاج والشعور بالرضا هي تلك التي تدعم صحة الدماغ، وتقلل الالتهاب، وتحافظ على توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء.

ومن أبرز هذه الأطعمة، أطعمة تعزز السعادة فعلًا، مثل:

– الخضروات والفواكه الطازجة: خاصة الورقية مثل السبانخ والجرجير، والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة، والتي ارتبط استهلاكها بانخفاض معدلات الاكتئاب.

– الأسماك الدهنية: مثل السلمون والسردين، الغنية بأحماض أوميغا-3، التي تلعب دورًا مهمًا في تنظيم النواقل العصبية المرتبطة بالمزاج.

– الأطعمة المخمرة: كالزبادي والكفير، التي تدعم صحة الأمعاء، وهو ما ينعكس مباشرة على الصحة النفسية عبر ما يُعرف بـ”محور الأمعاء–الدماغ”.

– الحبوب الكاملة والبقوليات: التي توفر طاقة مستقرة وتدعم إنتاج السيروتونين، هرمون السعادة.

نمط غذائي لا وجبة واحدة

ويؤكد خبراء أن السعادة الغذائية لا تأتي من طعام واحد بعينه، بل من نمط غذائي متوازن ومستمر. فالأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية صحية، مثل النظام المتوسطي، يسجلون مستويات أعلى من الرضا النفسي مقارنة بغيرهم.

ووفقا لخبراء التغذية، قد لا يكون “طعام السعادة” هو الكعكة أو الوجبة السريعة التي نلجأ إليها عند التوتر، بل تلك الأطعمة التي تغذي الدماغ بهدوء وتحميه على المدى الطويل. فالسعادة، كما يبدو، تُبنى في الأمعاء والدماغ معًا، لا في طبق الحلوى فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى