13 نيسان… درسٌ لن يُنسى ومسؤوليتنا إعادة بناء وطنٍ يستحق الحياة

13 نيسان… درسٌ لن يُنسى ومسؤوليتنا إعادة بناء وطنٍ يستحق الحياة
كتبت نور يوسف في موقع “لبنان والعالم”
في لحظةٍ قاتمة من تاريخ لبنان، انحدر الوطن إلى حـ ـربٍ حولت أرضه إلى ساحات قتال، وشعبه إلى أرقام تُحصى في سجل الضحايا والدمار.
الحـ ـرب الأهلية اللبنانية ليست مجرد حادثة عابرة أو ذكرى تُروى، بل هي جرحٌ عميق في جسد الوطن، وسؤالٌ صارخ عن معنى الإنسانية والوطنية.
اليوم، وبعد مرور سنواتٍ طويلة على انطفاء شرارة المدافع، يبقى هذا التاريخ شاهدًا حيًا على الأثمان الباهظة التي تُدفع عندما يُستبدل الحوار بالتفرقة، وعندما يتحول الاختلاف إلى ذريعة للحقد والاقتتال.
هذه الحرب علمتنا أن الطائفية ليست سوى أداة هدم، وأن الوطن لا يُبنى على أساس المصالح الضيقة، بل على إرادةٍ جماعية تضع لبنان فوق كل اعتبار.
ذكرى الحرب الأهلية ليست للحزن، بل هي للصحوة. إنها صوتٌ يهمس في أذن كل مواطن: “لا تسمحوا للتاريخ بأن يعيد نفسه”.
إن الحرب لا تُبنى عليها الدول، بل تهدم أركانها. وأن التحدي الحقيقي هو أن نُثبت أن لبنان قادرٌ على النهوض، ليس فقط من تحت أنقاض الحرب، بل من تحت أنقاض الطائفية والفساد والانقسامات.
اليوم، نحن أمام مسؤولية تاريخية: أن نحول ذكرى الحرب إلى طاقةٍ إيجابية، أن نُعلم الأجيال المقبلة أن لبنان وطنٌ للجميع، لا يُختصر في طائفة أو جماعة، بل هو أرضٌ يعيش فيها أبناؤها بمساواة وكرامة. أن نجعل هذا الوطن نموذجًا يُحتذى به في التعايش والعدالة والسلام.
الحرب الأهلية ليست نهاية القصة، بل بداية رسالة: لبنان أقوى من الحروب، أكبر من الانقسامات، وأجمل من أن يُختزل في ماضٍ مليء بالألم. دعونا نبني معًا وطنًا يستحق الحياة، وطنًا يكون فيه السلام هو القاعدة، لا الاستثناء.