علوم وتكنولوجيا

منصات التواصل الاجتماعي طريقٌ للسجن؟!

 منصات التواصل الاجتماعي طريقٌ للسجن؟! 

قادت الرغبة في الشهرة وتحقيق الأرباح من منصات التواصل الاجتماعي إلى جـ. ـرائم وصلت لحد القتـ. ـل. بينما أكد متخصصان أن السبب فقر الإبداع ومحاولة تحقيق البطولات المفقودة في الواقع. وأن مواجهة هذه الظاهرة نتطلب تضافر الجهود بين مؤسسات المجتمع.

خلال الأسبوع الحالي، ألقت الشرطة في مصر القبض على سيدة بمنطقة البساتين في القاهرة. وذلك  بعدما ظهرت في فيديو على منصة “إكس”، “تويتر” سابقا،تدعي فيه تعرضها لمحاولة خطف على يد لاجئين بالبلاد، لكن تبين زيف روايتها واعترفت بأنها فعلت ذلك من أجل الشهرة وتحقيق الأرباح.

وفي باكستان، تبحث الشرطة حاليا عن فتاة أطلقت النار على شقيقتها وقتـ. ـلتها على الفور، خلال تشاجرهما أثناء تصوير مقطع فيديو على منصة “تيك توك”.

وخلال السنوات الماضية، ألقي القبض على العديد من الأشخاص. وذلك بسبب ظهورهم في مشاهد أو قيامهم بأفعال على منصات التواصل الاجتماعي يصنفها القانون على أنها جـ. ـرائم، ولا يزال الكثير منهم يقضي عقوبة السجن.

زوال الفوارق

أستاذة علم الاجتماع في جامعة الزقازيق المصرية هدى زكريا، قالت أن “الأزمة بدأت أولا بأن الفوارق بين العام والخاص ذابت على منصات التواصل الاجتماعي، وأصبحت أسرار المنازل متاحة ومفضوحة على البث المباشر من أجل التربح المادي”.

وأكدت أن “هناك عاملا مهما أيضا، هو أن كل من يفتقد البطولة في حياته الطبيعية يسعى لتحقيقها على منصات التواصل، كأن يلجأ لإشهار السـ. ـلاح أو أي أفعال مجرّمة أخرى”.

وأشارت إلى أن ضرورة تشديد العقوبات على الجـ. ـرائم التي ترتكب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، إذ “يمثل ذلك سلاحا رادعا أيضا لمواجهة هذه الظاهرة المهددة للمجتمع”.

سبل المواجهة

واستطرد فتحي مؤكدا: “من جهة أخرى تلعب منصات التواصل الاجتماعي دورا مهما في مواجهة المعلومات المضللة والأكاذيب، من خلال وضع سياسات صارمة لمنع نشر المعلومات المغلوطة على المنصة، بالإضافة إلى تحديث السياسات بشكل دوري لمواكبة الأمور الطارئة مثل الجـ. ـرائم التي تتم في البث المباشر، مع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات للكشف عن نماذج التضليل والأكاذيب، وتحسين الخوارزميات للتعرف على المحتوى الكاذب وتقييم جودة المعلومات”.

فتحي قال إن “من وسائل مواجهة المحتوى الزائف أيضا التعاون مع الخبراء ومنظمات الفحص الصحفي والخبراء لتحليل المعلومات والتحقق من صحتها، مع تشجيع المستخدمين على الاستفسار عن مصدر المعلومات والتحقق منها قبل مشاركتها، وإصدار تحذيرات وإشعارات للمستخدمين حيال المحتوى المشكوك فيه أو الذي يمكن أن يكون غير دقيق، مع العمل على توفير معلومات إضافية حول السياق والمصداقية للحد من انتشار المعلومات الكاذبة”.

وشدد على “ضرورة التعاون مع الحكومات ووسائل الإعلام والمجتمع الأكاديمي لمواجهة التحديات المتعلقة بالمعلومات الكاذبة أو التي تمثل جرائم، وتبادل المعلومات والخبرات لتعزيز استدامة جهود مكافحة المعلومات الكاذبة، ويجب أن يكون التركيز على الحفاظ على حقوق حرية التعبير وتجنب الرقابة المفرطة، مع موازنة ذلك مع الحاجة إلى حماية المستخدمين من المعلومات الخاطئة”.

وختم بالقول إن “نهم المستخدمين في تحقيق المشاهدات والتكسب من الأرباح ناتج عن فقر المحتوى والإبداع، إلا أن حالة أو عشرات الحالات لا يمكن اعتبارها ظاهرة، خاصة أن حوالي نصف سكان الكوكب يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، وما يقارب من 70 بالمئة من البالغين يستخدمون على الأقل منصة واحدة”.

إقرأ أيضاً :

في سابقة من نوعها.. هكذا انتصر البشر على الذكاء الاصطناعي في نزاعهم الأول

زر الذهاب إلى الأعلى