الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون!!!
سارة حمود – خاص لبنان والعالم
أهكذا وعدنا أولادنا أن يكبروا؟
أهذا ما فعلناه ليشهدوا؟
أهذه الذكريات التي عملنا لنتركها؟
لقد أخطأ أهلنا باختياراتهم وأكملنا أخطاءهم عندما رفضنا أن نسمع للحق وأزحنا نظرنا عن الحقيقة.
والآن ندفع الثمن.. ثمن أخطائهم وأخطائنا، ولكن ما ذنب أطفالنا من ذلك؟ لماذا نصرّ أن يدفعوا الثمن معنا؟ فهذا الثمن لن يُقسّم إلى ثلاث، بل هو يزداد كلما انتقل من جيلٍ إلى جيل..
إننا نسلّمهم عبء أهلنا، عبئنا، وعبء وطن يتوق ليصطلح..
لماذا هذا الهلاك؟ لماذا نرسل أطفالنا إلى محكمة الحياة مع حكم بالشقاء طول العمر؟ شقاءٌ إن تمسكوا بالوطن، وشقاءٌ إن رحلوا عنه..
كيفما استداروا، نحن نرسلهم إلى الهلاك..
لا تستغربوا لماذا أستخدم الـ “نا” والـ “نحن”، فنحن مذنبون تماماً مثل السلطة الفاسدة، لأننا لم ننتفض ونصرخ “كفى”، وعندما جاء من يصرخ لنا، انتقدناه، خوَنّاه، حاربناه، حبسناه، ومنهم من قتلناه..
لماذا يا ترى؟
هل هو الخوف؟ هل هو الكره؟ هل هو الغرور؟
أسئلة لم أستطع أن أجد أجوبتها ولا بأي تحليل سياسي أو إيديولوجي.. فكل التحاليل على حق، لأننا شعب غريب الأطوار. نرفض المسؤولية ونطلب كل شيء.. كيف ذلك؟؟
نلوم أهلنا ونطلب الحق منهم، ولا نلوم أنفسنا لنعطي الحق لأطفالنا.. أليس كل ما نفعله هو إرث نتركه لهم مثلما ورثنا عن أهلنا؟ ورثنا الشقاء، القمع، الفساد، العهر الفكري، كره الآخر، التمييز العنصري والجنسي، وقلة الكرامة… فكروا قليلاً وبهدوء، أهذا ما نود أن نورثهم؟
ألا يكفي ما ورثنا وما أورثناه إلى الآن؟
ألا يكفي حزن في الطفولة، دماء في المراهقة، وغربة في بداية انطلاق؟؟
نعم كل ذلك.. ألا ترون؟؟
لقد أضرسنا من حصرم أهالينا، لا تتركوا أولادكم يضرسون من حصرمكم…
لقد نبهكم الله في الإنجيل كي لا تزرعوا ما يضرس أولادكم، فهم من سيحصده…
أفيقوا واستفيقوا فالآباء يأكلون الحصرم، والأولاد يضرسون!!!!!