بالصورة: قارب الفرعون خوفو يُبعث من جديد

في مشهد استثنائي يجمع بين رهبة التاريخ وحيوية الحاضر، بدأت فرق الترميم في المتحف المصري الكبير إعادة تجميع قارب فرعوني نادر يعود للملك خوفو، على مرأى ومسمع من الزوار، في تجربة فريدة تتيح للجمهور متابعة واحدة من أضخم عمليات الترميم الأثري في العصر الحديث خطوة بخطوة.

ومنذ صباح الثلاثاء، شرع الخبراء في تركيب القارب المصنوع من خشب الأرز، وهو واحد من قاربين اكتُشفا قبل عقود قرب الهرم الأكبر بالجيزة، وفق تقرير نشرته وكالة “أسوشيتيد برس”.
ويبلغ طول القارب 42 متراً، ويتكون من نحو 1650 قطعة خشبية، تُجمع بدقة متناهية داخل قاعة العرض، إلى جانب القارب التوأم الذي سبق تجميعه ويُعرض منذ سنوات.
أربع سنوات
وبحسب القائمين على المشروع، فإن عملية إعادة التجميع ستستغرق قرابة أربع سنوات، نظراً لحساسية القطع الأثرية وتعقيد العمل، الذي يتطلب توثيق كل خطوة والحفاظ على أدق التفاصيل، بما يضمن إعادة القارب إلى هيئته الأصلية قدر الإمكان بعد مرور أكثر من 4500 عام على صناعته.

وخلال حضوره انطلاق أعمال الترميم، وصف وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي ما يجري بأنه “أحد أهم مشروعات الترميم في القرن الحادي والعشرين”، مؤكداً أن ما يشهده الزوار اليوم ليس مجرد عمل تقني، بل لحظة تاريخية تُعاد فيها كتابة فصل من حضارة مصر القديمة أمام العالم.
وكان القاربان قد اكتُشفا عام 1954 في حفرتين مقابل الجهة الجنوبية للهرم الأكبر، بينما بدأت أعمال استخراج أجزائهما الخشبية عام 2014، وفقاً للمتحف.

الغرض منها محل نقاش
ورغم التقدم الكبير في الدراسات الأثرية، لا يزال الغرض الدقيق من هذه القوارب محل نقاش بين العلماء، إذ يرجّح بعضهم أنها استُخدمت لنقل جثمان الملك خوفو خلال مراسم جنازته، فيما يرى آخرون أنها كانت مخصصة لرحلته الرمزية في العالم الآخر، برفقة إله الشمس رع.
ويُعد المتحف المصري الكبير، الذي يُعرف اختصاراً بـGEM، أكبر متحف أثري في العالم، إذ يضم نحو 50 ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون المكتشفة عام 1922.
ويقع المتحف على مقربة من أهرامات الجيزة، ويعوّل عليه في إنعاش السياحة المصرية وتعزيز الاقتصاد، من خلال تقديم تجربة ثقافية ومعرفية غير مسبوقة، تضع الزائر وجهاً لوجه أمام أعظم شواهد الحضارة الإنسانية.