اخبار فنيةتقاريرثورة ١٧ تشرينخاص لبنان والعالم

غضب عارم بعد قطع “رحم الأحزان” وبيان جمعية “لبناني وأفتخر”

سارة حمود - خاص لبنان والعالم

غضب الـ بين الـ “لا لا لا لا” و “رحم الأحزان”

أقيم احتفالاً بالعيد الـ 75 لتأسيس الجيش اللبناني، يوم السبت ١ آب ٢٠٢٠، بعنوان “كرمالك يا وطن” على المسرح الأثري في نهر الكلب، قُدمت خلال الحفل الفني أغنية “يا بيروت” والتي حُذفت منها جملة “إنّ الثورة تولد من رحم الأحزان” واستبدلت بـ”لا لا لا لا لا”

وأثار حذف الجملة ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل ناشطين  ومغردين حيث تصدّر هاشتاغ #إن_الثورة_تولد_من_رحم_الاحزان الترند على”تويتر”.

وبعد الضجة الواسعة التي عمّت التراند اللبنانية، اصدرت جمعية “لبناني وأفتخر”، المنظمة للمهرجان، بياناً رسمياً (مُرفق في آخر المقال): “تستنكر وتستغرب الحملة المغرضة والمضللة على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف الإساءة الى الحفل الذي نظمته بمناسبة الذكرى الـ 75 لتأسيس الجيش اللبناني والنيل من نجاحه.”

وأوضحت “أنه لم يتم حذف أي مقطع من أغنية “يا بيروت” للفنانة القديرة ماجدة الرومي والتي قامت فرقة كورال بتأديتها خلال الحفل بتقنية الصوتين، أي أنه قام نصف الكورال بإنشادها وقام النصف الآخر باستبدالها بإيقاع صوتي. وأكدت الجمعية أنه “لو كان الهدف حذف أي مقطع من الأغنية لما تم أدراجها أصلاً ضمن الريبرتوار الغنائي”.

غضب ما بعد الغضب

أما الغير متوقع، فهو غضب آخر عزّز الغضب الأول، وهو اعتراض الشارع على بيان الجمعية معتبرينه استغباءً للناس وهروب من المسؤولية في تحريف أغنية وطنية وُصفت بـ “نشيد يجري في عروق اللبنانيين”…

فرأينا تقاطع الرينغ مقطوع ومسيرة سيارات جالت في شوارع بيروت تعلو منها الأغنية “يا بيروت” ولكن طبعًا، بدون الـ “لا لا لا لا”، بل مع العبارة الأصلية التي هزّت قلوب اللبنانيين منذ كتبها الشاعر “نزار قباني”، “إن الثورة تولد من رحم الأحزان”..

هذه الثورة أصبحت نفس الشعب، وهذا الحزن هو فيول الثورة، ورحم هذا الحزن هو ما مر به اللبنانيون على مدى ثلاثين سنة من السرقة، الفساد، الظلم، والغبن. خيبة الأمل المتكررة جعلت شعبًا بأكمله يضعف وينكوي دون أدنى حقوقه. فلم يقبل أن يمسّ أحدًا برحم أحزانه الذي أنجب له “ثورة” بعد طول انتظار, كولد جاء لوالديه بعد عقمٍ دام ثلاثون عامًا. هذا الانتظار لم يخل من الأوجاع لأن الشعب فشل في تشخيص مرضه بشجاعة، فمات الكثير نتيجة تناول الدواء الخاطىء، أما 17 تشرين 2019، جاء التشخيص الصحيح الشجاع والذي توعّد بإيجاد الدواء الصحيح والعلاج المناسب، ليقف الشعب على رجليه من جديد عاتبًا إلى غدٍ أفضل.

سارة حمود – “لبنان والعالم”

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى