كاتب سوري يُحقّر سيادة لبنان، والسكوت اللبناني علامة الرضا!

كاتب سوري يُحقّر سيادة لبنان، والسكوت اللبناني علامة الرضا!
لبنان ليس للبيع. لبنان ليس كذبة. لبنان وطنٌ كُتب بالدم، لا يُمسّ بكلمة ولا يُقايَض بخريطة. من يصفه بالخطأ الجغرافي، ويهدد بضم طرابلس وصيدا، لا يمارس حرية رأي… بل يرتكب جريمة بحق السيادة، والسكوت الرسمي شراكة في الجريمة.
من يروّج للتنازل عن مناطق لبنانية كما لو أنها حصة جغرافية على طاولة تقاسم إقليمي، يتطاول على هوية وطن عمره آلاف السنين، ويهين علمًا رُفع على أكتاف الشهداء، وترابًا سُقي بدم المقاومين.
تصعيد وقح من كمال اللبواني… تحريض علني وجريمة قانونية
في تصريحات إعلامية وقحة، خرج الكاتب والسياسي السوري كمال اللبواني ليطعن علنًا بسيادة لبنان، واصفًا إياه بأنه “كذبة تاريخية”، معتبرًا أن طرابلس، وصيدا، والبقاع “أراضٍ سورية مسلوبة”.
وقال بالحرف: “إذا قررت القوى الدولية أخذ طرطوس، طرابلس ستنضم إلى سوريا خلال دقيقة”، مدعيًا أن “سوريا لا تنوي الخير للبنان”، وأن “الخرائط تُرسم بالدبابات لا بالحقوق”، وأن “لبنان لا يملك ذاته، ولا شعبًا موحدًا”.
هذه التصريحات المشينة لم تكن تحليلاً سياسيًا ولا رأيًا إعلاميًا، بل اعتداءً مباشراً على وحدة الكيان اللبناني، وتحريضًا سافرًا على إثارة النزاعات، وتحقيرًا فاضحًا لرموز الدولة وسيادتها.
مخالفة قانونية واضحة… والمواد تفضح الجريمة
تصريحات اللبواني تُعد خرقًا صارخًا لثلاث مواد مركزية في قانون العقوبات اللبناني:
– المادة 317: تُعاقب على إثارة النعرات الطائفية أو العنصرية أو التحريض على النزاع بين الطوائف.
المادة 384: تُعاقب على تحقير الدولة اللبنانية، رئيسها، العلم، أو الشعار الوطني.
– المادة 388: تُعاقب على القدح والذم بحق مؤسسات الدولة أو موظفيها بسبب وظائفهم.</p>
كل كلمة خرجت من فم هذا الكاتب، تمس جوهر الكيان اللبناني، وتهدف إلى تشكيك شعبه بشرعيته، وخلق بيئة تتقبل فكرة التنازل عن الأرض. ما قاله ليس حرية رأي، بل جريمة مكتملة الأركان… وإذا لم تتحرك الدولة قانونيًا، تصبح هي نفسها شريكة في شرعنة الإهانة.
طرابلس ليست بنداً تفاوضياً… بل بوابة كرامة وطن
طرابلس ليست مدينة مهمّشة كما يُروج، بل مدينة ذات تاريخ عريق، مقاومة، صامدة، متجذّرة في أعماق الهوية اللبنانية.
وصيدا، والبقاع، والشمال، والجبل، وكل جزء من الأرض اللبنانية، لا يمكن أن يكون ورقة تفاوض أو بندًا في صفقة تسوية إقليمية.
لبنان هو أرزه، علمه، رجاله، شهداؤه، وصوته العالي الذي لم ينكسر أمام وصايات ولا احتلالات. من يساوم على طرابلس يساوم على الوطن كله… ومن يتطاول على السيادة اللبنانية، يُسقط أخلاقيًا قبل أن يُحاسب قانونيًا.
الطرح قديم لكنه اليوم أكثر خطورة… والجغرافيا ليست وهمًا
منذ عام 2006، تم تداول سيناريوهات تُقايض طرابلس بالجولان المحتل، ضمن ترتيبات أمنية تشمل أنابيب مياه ومناطق نفوذ.
واليوم، تعود هذه الأفكار بشكل علني، عبر تصريحات إعلامية ودفع سياسي مشبوه، في لحظة إقليمية متأزمة تُستغل لإعادة هندسة الجغرافيا العربية على حساب الضعفاء.
لكن لبنان ليس قابلًا للتعديل، ولا للمقايضة. أرضه ليست هامشًا، وشعبه ليس قابلًا للابتلاع، ولا علمه للطي.
السكوت الرسمي… سقوط سيادي لا يُغتفر له
رغم الغضب الشعبي الواضح في طرابلس والشمال، لم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي واضح من الدولة اللبنانية، لا من الحكومة، ولا من مجلس النواب، ولا من المجلس الأعلى للدفاع.
هذا السكوت لا يُفسَّر إلا كتواطؤ، أو تهرّب من المسؤولية. في ظل وضوح الإهانة، من يسكت عن المساس بسيادة لبنان، يُشارك في شرعنتها، ويُعزز القبول الضمني بمشاريع تمزيق الوطن.
جلسة طارئة ليست خيارًا… بل واجب دستوري
الدستور اللبناني ينص صراحة على حماية وحدة الأراضي اللبنانية وعدم المساس بها. في حال وجود أي تهديد مباشر للسيادة أو طعن بوحدة التراب الوطني، يجب على مجلس النواب، وبموجب صلاحياته، عقد جلسة طارئة فورًا، كما يجب على المجلس الأعلى للدفاع التحرك لحماية الهوية الوطنية.
هذا الطرح ليس مقالًا عابرًا ولا رأيًا استثنائيًا… إنه اختبار حقيقي للدولة: هل ما زالت تملك القدرة على الدفاع عن وجودها؟ أم أن التواطؤ بات عنوان المرحلة؟
لبنان لا يُهان… ومن يطعن السيادة لا يُعذر
هذا الوطن ليس أرضًا رسمتها مصالح النفط أو اتفاقات الحرب، بل هو وجدان شعبي موحّد، يحمل علمًا نُسج بخيوط الشهداء، وكرامة لا تتبدّل مهما تغيّرت خرائط المنطقة.
من يجرؤ على نزع طرابلس من قلب لبنان، كمن يحاول اقتلاع الأرزة من جباله: عبثٌ لن يُسمَح به، ولن يُغفر.
أما الصمت الرسمي، فهو لا يحمي السيادة، بل يُضعفها ويُشرعن الإهانة. إن لم تتحرك الدولة اليوم، فلتتوقّع مزيدًا من الطعنات غدًا. هذا ليس رأيًا… بل واجب دستوري. من لم يدافع عن الحدود، لن يبقى له وطن يدافع عنه.
لبنان ليس صفقة ولا وهمًا عابرًا. لبنان مش للبيع، لا بالخريطة ولا بالكلمة ولا بالمقايضة. هو الحقيقة الوحيدة التي بقيت رغم كل الأكاذيب حوله. ومن يُمعن في تحقير هذا الكيان، كما فعل كمال اللبواني، لن يُذكر كمفكر، بل كمعتدٍ لفظيًا على شرف وطنٍ لا يعرف الاستسلام.
وإذا كان في هذا العالم من يظن أن الجغرافيا تُرسم بالكلام الرخيص، فنحن نقول:
لبنان تُرسم حدوده بدمٍ لا ينضب… وبشعب لا ينكسر.