لودريان بين الرؤساء الثلاثة… والكلمة الفصل للسـ ـلاح

لودريان بين الرؤساء الثلاثة… والكلمة الفصل للسـ ـلاح
تنتظر بيروت زيارة الموفد الفرنسيّ جان إيف لودريان، وهي تحمل دلالات سياسيّة وأمنيّة خارج الإطار الاستطلاعيّ الذي طبعت به زياراته السابقة.
وفي السياق، سألت جريدة “الأنباء” الإلكترونيّة: “ماذا يحمل لودريان في جعبته في الزيارة التي تأتي بعد جلسة مجلس الوزراء، التي خصّصت من أجل عرض الجيش اللبنانيّ خطّته لحصر السلاح في يدّ الدولة؟”.
وكشف مصدر مطلع لجريدة “الأنباء” الإلكترونيّة، أنّ “لودريان سيمضي يوماً واحداً في بيروت وستقتصر جولته على الرؤساء الثلاثة، وربّما بعض التقنيّين كوزير المال”، مشيراً إلى أنّ “المباحثات ستتركّز على الجانب الاقتصاديّ، وليس السياسيّ، لا سيّما المؤتمرات الهادفة إلى دعم الجيش، ثمّ دعم الاقتصاد”.
وقال المصدر: “إذا لم يتمّ اعتبار تقدّم الحلّ في لبنان نحو حصريّة السلاح، فالمساعدات قد تكون محصورة جدّاً، وربّما تقتصر على دعم أكبر إلى الجيش فقط، وذلك يساعد في مسار الخطّة التي وضعتها الحكومة لحصر السلاح”.
ومن جهته، اعتبر الكاتب في جريدة “الأنباء” الكويتيّة الزميل دواد رمّال أنّ “زيارة لودريان بيروت تحمل دلالات سياسيّة وأمنيّة خارج الإطار الاستطلاعيّ، الذي طبعت به زياراته السابقة، إذ تأتي في لحظة يشهد فيها لبنان تحوّلات مرتبطة بموافقة الحكومة على خطّة الجيش لحصر السلاح واحتكاره في يدّ الدولة، بعدما حازت هذه الخطّة تأييداً رسميّاً واسعاً، وأعطت المؤسّسة العسكريّة تفويضاً مباشراً لتنفيذها، ووضعت لبنان على عتبة اختبار جديد يلامس جوهر معضلاته المزمنة، حيث يتقاطع الداخل المتأزّم مع الضغوط الدوليّة المتزايدة”.
وأوضح مصدر ديبلوماسيّ في بيروت لـ”الأنباء” الكويتيّة، أنّ “لودريان الآتي من الرياض في اتّجاه بيروت، يحمل معه أجندة واضحة تعكس مقاربة فرنسيّة متقدمة تجاه الملف اللبنانيّ”، وقال: “إنّ باريس، التي لطالما قدّمت نفسها ضامناً وداعماً رئيسيّاً للاستقرار اللبنانيّ، تتحرك هذه المرّة في اتّجاه مزدوج: من جهة الإيفاء بتعهّداتها تجاه الجيش عبر مؤتمرين مرتقبين في باريس، أحدهما مخصّص لدعم المؤسّسة العسكريّة، والآخر لإعادة إعمار لبنان، ومن جهة ثانية ربط هذا الدعم بشكل مباشر وحاسم بمدى التزام لبنان خطّة حصريّة السلاح وتطبيقها على أرض الواقع”.
وأوضح المصدر أنّ “زيارة لودريان تأتي محمّلة برسائل متدرّجة اللهجة، بعضها تحذيريّ، وبعضها الآخر توجيهيّ أو حتى إرشاديّ”.
وتوقّع “أن يعقد لودريان سلسلة لقاءات تشمل الرئاسات الثلاث والقيادات السياسيّة المؤثرة، مع احتمال التواصل غير المباشر أو المباشر مع حزبالله لإيصال رسالة مزدوجة: الأولى تتعلّق بضرورة تقديم التسهيلات المطلوبة أمام خطّة الجيش، والثانية تأكيد أنّ حصريّة السلاح أولويّة مطلقة تتقدّم على أيّ ملف آخر”.
ولفت المصدر إلى أنّ “البعد العمليّ لزيارة لودريان يرمي إلى وضع القوى اللبنانيّة أمام معادلة دقيقة: إمّا السير بجدية في تنفيذ خطّة الجيش لحصر السلاح بما يفتح الطريق أمام استقرار أمنيّ يتيح إطلاق مشاريع الدعم والإعمار، وإمّا مواجهة عزلة دوليّة تتجلّى في تعليق المساعدات وتأجيل المؤتمرات الدوليّة إلى أجل غير مسمّى”.