ما هي الأسباب التي تدفعنا لاشتهاء الحلوى في الإفطار

يبدأ كثيرون يومهم برغبة قوية في تناول أطعمة الإفطار الحلوة، مثل الكرواسون المحلى، أو الحبوب السكرية، أو الخبز مع المربى والعسل، حتى لدى من يحاولون الالتزام بنمط غذائي صحي. ورغم شيوع هذه العادة، فإن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن اشتهاء السكر في الصباح ليس مجرد تفضيل ذوقي، بل قد يكون رسالة يبعثها الجسم نتيجة تغيّرات هرمونية أو سلوكية.

ووفقاً لتقرير نشره موقع Verywell Health، فإن هناك أربعة أسباب رئيسية تفسر الميل إلى السكريات في بداية اليوم.

انخفاض سكر الدم بعد الصيام الليلي

يقضي الجسم ساعات طويلة دون طعام أثناء النوم، ما يؤدي لدى بعض الأشخاص إلى انخفاض مستويات سكر الدم مع الاستيقاظ. وعندما يحدث هذا الانخفاض، يطلق الجسم إشارات بالجوع، ويفضل الحصول على مصدر سريع للطاقة، وغالباً ما يكون السكر أو الكربوهيدرات المكررة الخيار الأسرع.

ويفسر ذلك سبب اندفاع البعض نحو الحلويات أو المعجنات المحلاة في الصباح، رغم علمهم بأنها ليست الخيار الأكثر صحة على المدى الطويل.

التوتر وارتفاع الكورتيزول

سبب آخر تشير إليه الدراسات، هو أن الصباح يرتبط بارتفاع طبيعي في هرمون “الكورتيزول”، الذي يساعد الجسم على الاستيقاظ وتنشيط عملية الأيض. إلا أن التوتر المزمن يرفع مستويات هذا الهرمون بشكل مبالغ فيه، ما يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الجوع المعروف باسم “الغريلين”.

وتُظهر الدراسات أن ارتفاع “الغريلين” لا يزيد الشهية فحسب، بل يغير نوعية الأطعمة المرغوبة، ويدفع نحو السكريات تحديداً، لما تمنحه من شعور سريع بالراحة والمتعة.

قلة النوم واضطراب التوازن الهرموني

كما يُعد الحرمان من النوم عاملاً أساسياً في زيادة الرغبة بالسكر. فقلة النوم ترفع مستويات الغريلين، وتُخفض هرمون اللبتين المسؤول عن الإحساس بالشبع، ما يجعل الشخص أكثر ميلاً لتناول كميات أكبر من الأطعمة الحلوة.

كما أن التعب الصباحي الناتج عن النوم غير الكافي قد يُضعف استجابة الجسم للأنسولين، وهي حالة تُعرف بمقاومة الأنسولين، تدفع الجسم إلى طلب السكر كوسيلة سريعة لتعويض الخلل في الطاقة.

الاعتياد و”حلقة السكر”

إضافة إلى ذلك، يشير خبراء التغذية إلى أن تناول الإفطار الحلو بشكل متكرر قد يُدخل الجسم في حلقة سلوكية شبيهة بالإدمان. فالسكر يُحفز مراكز المكافأة في الدماغ، ويؤدي إلى إفراز الدوبامين، المسؤول عن الشعور بالمتعة. ومع التكرار، يتعود الدماغ على هذه الجرعة الصباحية، فتزداد الرغبة فيها يوماً بعد يوم، ويصبح التخلي عنها أكثر صعوبة.

كيف يمكن تقليل اشتهاء السكر صباحاً؟

ويرى المختصون أن التعامل مع هذه الرغبة لا يكون بالحرمان المفاجئ، بل عبر خطوات تدريجية، أبرزها:

– الحصول على نوم كافٍ ومنتظم

– إدارة التوتر عبر الرياضة أو تمارين التنفس

– تناول إفطار غني بالبروتين والألياف للحفاظ على استقرار سكر الدم

– استبدال السكر المكرر بمصادر طبيعية مثل الفاكهة

ويؤكد الخبراء أن فهم الأسباب البيولوجية والسلوكية وراء اشتهاء السكريات يساعد على التحكم بها، ويمهّد لبداية يوم أكثر توازناً وصحة دون الشعور بالحرمان.