خاص لبنان والعالممن القارىء

د. سالي حمّود: “ملحم خلف، إنها جريمة ضد الله وجريمتنا ضد أنفسنا”

د. سالي حمّود: “ملحم خلف، إنها جريمة ضد الله وجريمتنا ضد أنفسنا”

كتبت د. سالي حمّود في موقع “لبنان والعالم”:

سمع نقيب المحامين السابق والنائب الحالي ومؤسس حركة فرح العطاء، ملحم خلف، صرختي: “إنها جريمة ضد الله” وأقول له علّ هناك غيره أيضاً من يسمع، أنه إذا كان ما يحصل في غزة وفلسطين جريمة ضد الله، إن ما نرتكب في لبنان جريمة ضد أنفسنا.

إننا ارتكبنا ما يكفي من مجازر بحق طوائفنا ولو انها تبدو انها هي من ترتكب.

 

يبدو لبنان على المحكّ اليوم بين نارٍ ونار. نار المواجهة مع العدو الرابض على الحدود واجترار لبنان نحو حرب يحاول تجنبها منذ أعوام، ونار الداخل بين مؤيد ومعارض، وليبرالي ومحافظ، ومقاوم وغير مقاوم، إذ أن الجنوب فقط من يتأثر بنيران المعركة.

 

غريب، حين كانت “جوليا بطرس” لا تزال تغنّي للجنوب، “يا حبيبي يا جنوب”، كان جميع العالم العربي ومجموعه مغرمين بالجنوب!

 

اليوم تزيد الأزمات المالية والسياسية والعسكرية الشعب اللبناني انقساماً، وهو أمر طبيعي إذ أننا نجاهر بتعاطفنا ودعمنا لأهالي غزة وكل فلسطين، التي أشبعها الاحتلال وحلفائه ذلاًّ وقتلاً، وعلى مرأى العالم كله. وأمام أعيننا جميعاً يبيد شعباً من أطفاله ونسائه.

 

والأزمات تفرز معسكراًً آخر يعيقه خوفه على نفسه من التعاطف مع غزة، اذ ان ذلك المعسكر لا يتعاطف بالمبدأ مع تلك القضية في فلسطين. ولكن غزة لا تنحصر بالقضية الفلسطينية، بل هي قضية إنسانية.

 

يقف هذا المعسكر متأهباً بين الشماتة والنأي بالنفس إلى حد وصل به إلى إخراج مشاهد محاكاة لضحايا غزة المفجوعين من أجل الضغط اتجاه عدم الانجرار وراء حرب مدمّرة.

والضربات المستمرة والقصف على المناطق الجنوبية يعتبر خارج الجغرافيا التي يعهدها.

طبعاً المطالبة بعدم الانجرار وراء الحرب هو حق مشروع، والحرب أمر مكروه من كل الأطراف، ما عدا المستفيدين منها في تحقيق أرباح مادية ومكاسب سياسية.

ولكن تلك المشاهد المسرحية، والتصريحات العلنية، والعصبية الطائفية قد تجر بوطننا نحو نارٍ أسوأ.

 

إننا دائماً ما نرتكب أسوأ الجرائم ضد أنفسنا.

الرأي العام اللبناني وانقسامه هو أكثر ما يجدر ان نخافه، وعلينا ان نتعلم كيفية التماهي مع الاختلافات والإبحار بها، لأن قضية فلسطين ليست قضية سياسية، ولا نختار فيها إذا كنا مع فلسطين مقابل إسرائيل وحلفائها.

بل هي قضية إنسانية وفيها نختار بين الحق والباطل، والخير والشر.

 

أستشهد بما قلتَ ولا أزايد القول عليك أن “وطننا اليوم، بحاجة الى القليل القليل من السياسة وكثير من القانون، والكثير الكثير من الوطنية”.

‏وطننا بحاجة الى القليل من الإنقسامات والكثير من المواقف الوطنية الجامعة، والكثير الكثير من “المبادىء الإنسانية”.

‏كما أننا بحاجة للكثير الكثير من المواطنة.

 

إقرأ أيضاً

د. سالي حمود: جريمةٌ ضد الله!

زر الذهاب إلى الأعلى